أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (جواد العربيني)

لا تزال المعارك الدائرة بين "جيش الإسلام" من جهة و"فيلق الرحمن" و"جيش الفسطاط" من جهة أخرى مستمرة في بلدات ومدن عدة في الغوطة الشرقية، حيث تجاوزت حصيلة القتلى خلال أربعة أيام من المواجهات الدامية أكثر من خمسين قتيلا، هذه المواجهات العسكرية الدامية تزامنت مع وضع طرفي الصراع شروطهما من أجل وقف إطلاق النار، من جهة أخرى قامت المؤسسات المدنية في الغوطة الشرقية بوقفات احتجاجية طالبت فيها جميع الفصائل بالوقف الفوري للاقتتال.

فيلق الرحمن يضع شروطه لوقف الاقتتال

رد "جيش الإسلام" على الهجوم الذي تعرضت له مقراته، جاء على لسان المتحدث العسكري باسم هيئة الأركان "حمزة بيرقدار" عبّر بيان توعّد فيه من أسماهم البغاة بالخزي والعار والرد في حال عدم وقف الهجوم والرجوع عن ذلك العمل. وبعيد صدور البيان أعلن "فيلق الرحمن" عبر لسان متحدثه العسكري "يعقوب أبو نعيم" بمطالب فصيله لوقف القتال وتركّز حديثة على ثلاثة شروط لوقف الاقتتال الحاصل وهذه الشروط هي:1- محاسبة الفاسدين قانونيا في الجهاز الأمني لجيش الإسلام، 2- تسليم المتورطين في ملف الاغتيالات، 3- توقف جيش الإسلام عن استخدام القبضة الأمنية والاعتقال التعسفي وحجز حرية المئات من شباب الغوطة دون محاكمة مستقلة ونشر الحواجز التي تعيق مصالح الناس ووقف تصنيف المخالفين لفكر جيش الإسلام إلى دواعش ومفسدين.

جيش الإسلام يضع شروطه أيضا لوقف الاقتتال

رد جيش الإسلام جاء عبر بيان رحب فيه ببيان المجلس الإسلامي السوري الذي دعا الى وقف الاقتتال، وجاء في البيان الذي أصدره جيش الإسلام أنه انطلاقا من الحرص على تغليب مصلحة أبناء الشعب وحقنا للدماء فإننا نطالب بما يلي:

1- القبول بفصل القضايا العالقة عبر قضاء يتم التوافق عليه

2- وقف اطلاق النار مقابل وقف الفيلق هجومه علينا وإعادة كل حقوق جيش الإسلام

3- تشكيل لجنة من الطرفين تضم ثلاثة أشخاص من كل طرف لاستلام وتسليم المقرات والممتلكات

4- الكشف عن مصير المعتقلين ووعلى رأسهم نائب رئيس الأركان

5- إطلاق سراح الشيخ سعيد درويش

6- دفع الفيلق دية كل من قتل من جيش الإسلام

وفي خوض كل ما ذكر من بيانات ومطالب ما تزال المعارك مستمرة، حيث تركزت تلك المعارك في بلدة "مسرابا" ومنطقة العب وبلدة بيت سوى، بينما قام وجهاء مدينة "عربين" بتسليم المفارز الأمنية التابعة لجيش الإسلام إلى فيلق الرحمن مقابل عدم التعرض لعناصر جيش الإسلام، كما قامت قوات تابعة للواء الأول بتشكيل قوات فاصلة بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام في حيي القابون وتشرين شمال العاصمة دمشق، يأتي ذلك تزامنا مع تحركات لوجهاء من الغوطة وشخصيات ثورية تجتمع بشكل دوري مع طرفي النزاع للوصل إلى حل.

المؤسسات المدينة في الغوطة تتظاهر لوقف حمام الدم

بدورها قامت المؤسسات المدنية في الغوطة "الطبية" و"الإغاثية" و"التعليمة" و"الخدمية" بوقفات احتجاجية في أغلب مدن وبلدات الغوطة الشرقية، حيث طالب المحتجون بوقف الاقتتال فورا، كما اجتمع أكثر من عشرة آلاف متظاهر من مختلف مدن وبلدات الغوطة الشرقية وانطلقوا الى مدينة دوما لوقف الاقتتال الحاصل سلميا.

وفي حديثه لأخبار الآن، قال الدكتور "محمد": من المعيب جدا ما يحصل اليوم في الغوطة الشرقية من قتال لن يخدم إلا المتربصين بالغوطة كالداوعش والنظام، فمن المعيب حقا أن نشاهد تلك المجازر في حلب على يد "روسيا" و"إيران" والفصائل لدينا تحشد من أجل قتال بعضها دون الاحتكام للعقل، نطالب كافة القادة بتحكيم العقول ووقف شلال الدم الحاصل لأن استمرار ذلك القتال سيودي بالغوطة إلى التهلكة والموت المجاني".