أخبار الآن | ريف إدلب – سرمدا (مصطفى جمعة)

قتل أكثر من سبعة وعشرين مدنيا وأصيب عشرات آخرين بجروح متفاوتة، في قصف جوي على مخيم للنازحين السوريين بالقرب من مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي على الحدود السورية التركية، مساء يوم الخميس 6-05-2016.

الطائرة الحربية التي يعتقد أنها روسية، نفذت غارتين جويتين على مخيم "الكمونة" الذي يأوي نازحين معظمهم من ريف حلب، وتسببت الغارات باندلاع حرائق كبيرة بالخيم، وهذا ما جعل بعض الجثث مشوهة بشكل كامل.

شهادة خاصة ﻷخبار الآن من أحد الناجين، يقول: لقد كنا في المخيم، جالسين أمام خيامنا، الطائرة بشكل يومي تعبر من فوقنا، إلا أنها لم تكن عابرة سبيل هذه المرة، ألقت بحممها علينا بشكل مباشر، لم نقترف أي ذنب، نزحنا من منازلنا بريف حلب الجنوبي بداعي المعارك، لقد رأيت بأم عيني أشلاء الأطفال والنساء، أختي و طفلها من بينهم، لقد احترقوا بلهيب الخيام".

"حسين الطرقة" شاهد عيان على القصف: "لقد انقضت الطائرة بالمرة الأولى بشكل مباشر على المخيم، وألقت بصاروخين شديدين الانفجار، و من ثم إلتفت حول المنطقة و عاودت الإغارة على المخيم نفسه، و قصفته بصاروخين آخرين، وتصاعدت أعمدة الدخان من المخيم، وتعالت أصوات الجرحى".

المنطقة المستهدفة مدنية بحتة، وتتواجد فيها عدة مخيمات منها تجمع مخيمات خالد ابن الوليد، وأبو عمارة، ما يثبت تقصد النظام وحليفه الروسي قصف المدنيين بشكل متعمد، هذا وهرعت فرق الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان للقيام بعمليات الإسعاف والإخلاء والإطفاء، في حين شهدت المخيمات المجاورة حركة نزوح كثيفة باتجاه المناطق الملاصقة للشريط الحدودي مع تركيا، تاركين خلفهم أمتعتهم و كل شيء باحثين عن أمن نسبي ريثما تهدأ الأحوال.

"أبو نبيه" عنصر دفاع مدني: "لقد سحبنا 18 جثة من المكان، جميع هذه الجثث كانت لمدنيين وتعرضت لشظايا في مناطق قاتلة من الجسم، لكن تركنا أكثر من سبع جثث محروقة تماما، ويصعب التعرف عليها، جميع القتلى أطفال ونساء، وأيضا هناك عشرات الإصابات الحرجة، هذا فعل بموافقة المجتمع الدولي لقتل الأبرياء".

المشافي المجاورة اكتظت بالجرحى، وطلبت بنوك الدم هناك التبرع بكل الزمر نظرا لضخامة عدد المصابين، في وقت اضطرت الكوادر الطبية لإدخال عدد من الإصابات الخطيرة إلى تركيا.

"عبدو" طبيب جراحة عامة في مشفى الدانا: "هنالك حالات خطرة تتطلب الرقابة، وهنالك نحو 5 حالات بتر، وإصابتين بالرأس، معظم هؤلاء أطفال ونساء، نحن نناشد كل من يسمعنا بحماية النازحين وأماكن المدنيين والمشافي".

وقد تزامن ذلك مع قصف للمقاتلات الحربية على محيط باتبو وكللي، في وقت تحتدم المواجهات بريف حلب الجنوبي القريب نوعا ما، وهذا ما يجعل هذه المنطقة التي تعج بالنازحين، بحالة قلق مستمرة.