أخبار الآن | الحسكة – سوريا (عبد الرحيم سعيد)

بدأت الأربعاء الامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي، والطلاب منقسمون بين منهاجين ونظامين دراسيين "منهاج النظام ومنهاج الإدارة الذاتية". حيث توجّه عشرات الآلاف من الطلاب من كافة المراحل الدراسية إلى امتحاناتهم في مدارس المحافظة، غير أنّ هؤلاء الطلاب المشتركين في تاريخ بدء الامتحانات لم يشتركوا في مناهجهم وأسئلتهم الامتحانية، ففي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام تلقوا دروسهم، وامتحاناتهم بحسب المنهاج القديم التابع لوزارة التربية، أمّا الطلاب في المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية فقد تلقوا الدروس والامتحانات من مناهج جديدة وباللغة الكردية وضعتها هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية.

مديرية التربية في الحسكة "التابعة للنظام" أصدرت قراراً باعتبار كل طالب درس المنهاج الكردي ولم يلتحق بمدرسة تدرس فيها المناهج القديمة "متسرباً" وبذلك يخسر سنته الدراسية ويعتبر راسباً. هذا القرار الذي لم تعره الإدارة الذاتية أية أهمية واستمرت في إجراء الامتحانات وفق مناهجها الخاصة. إلا أنّ هذا القرار شكّل صدمة عند أولياء الأمور. عدد قليل من أولياء الأمور سارع إلى تسجيل أطفاله في مدارس بمناطق خاضعة لسيطرة النظام لتقديم الامتحانات النهائية.

"محمد عبدو" رئيس هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية في تصريح لأخبار الآن، قال: "إن لم يقبل النظام طلاب مدارسنا في المدارس الاعدادية السنة المقبلة، سنقوم نحن بإدارة المدارس الاعدادية أيضاً، ولن نسمح بتضييع هذه السنة عليهم".

المدارس والمناهج الكردية

492 مدرسة في المحافظة خاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية وطلابها من الصف الأول وحتى الثالث ملزمون بالمنهاج الكردي الكامل، ومن الرابع حتى السادس تدرس بعض المواد باللغة العربية بالإضافة إلى اللغة الإنكليزية إلى جانب اللغة الكردية. هذه المدارس يقوم بالتعليم فيها 3800 معلم ومعلمة تلقوا تدريبا في معاهد خاصة تابعة للإدارة، و يتقاضون راتباً شهريا من هيئة التربية يقدر بـ 25000 ليرة سورية.
الإدارة الذاتية من طرفها لن تكتفي بتغير مناهج الصفوف الثلاث الأولى، فبرنامجها يتضمن تغيير مناهج الصف الرابع والخامس والسادس في السنة المقبلة، وتغيير مناهج بعض الصفوف الأخرى في السنة التي تليها، حتى تغيير كافة المناهج في المدارس الخاضعة لسيطرتها.

يقول "عبدو": "تجربتنا في العام الدراسي الحالي مرت بنجاح، والآن نحضر لثلاث مناهج دراسية "منهاج باللغة الكردية للكرد، ومنهاج باللغة العربية للعرب، ومنهاج باللغة السريانية للسريان"، وقمنا بدعوة كافة المدرسين العاملين لدى النظام وغير العاملين بتقديم طلباتهم ليقوموا بالتدريس في مدارسنا ولهم كافة الحقوق".

وعن مضمون هذه المناهج، يقول: المناهج الكردية في الصف الرابع والخامس ستدرس معها مادة عربية والمناهج العربية ستدرس معها مادة كردية، وفي الصف السادس ستضاف مادة اللغة الإنكليزية.

وعن كيفية تأهيل المدرسين والمعلمين، يكمل: لدينا حالياً عشرة معاهد لتخريج المعلمين باللغة الكردية ومعهد واحد لتخريج معلمي اللغة السريانية، وسنفتتح معهدين للغة العربية، هذا بالإضافة إلى استقبال كل معلم كان يعمل لدى النظام سابقاً في المدارس التابعة لنا.

سلبية المناهج وشكوى الطلاب

هذه المناهج "وبحسب الكثير من التربويين وآباء الطلاب" أثّرت بشكل سلبي على المستوى التعليمي للطلاب فهذه المناهج تم اختزالها كثيرا، وألغيت فيها تدريس اللغة العربية واللغة الإنكليزية، والمعلمون غير مؤهلين ولا يمتلكون الخبرة الكافية للقيام بالتعليم.

"سيدرا محمد" طالبة في الصف الرابع كانت من الأوائل في العام السابق، إلا أنّها حاليا لم تعد تهتم كثيرا بالدراسة وتراجع مستواها، هذا مال قاله لنا والدها "محمد"، ولم تعد تعرف الكثير من اللغة العربية واللغة الإنكليزية لأنّ معلمها الذي يدرسها في إحدى مدارس "عامودا" غير مؤهل أكاديمياً ولا حتى تربوياً، فقد اكتفى بعدة أشهر تعليمية في إحدى المعاهد التابعة للإدارة الذاتية ليعيّن بعدها معلماً.