أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا ( جمال الدين العبد الله) 

قصف يومي وغارات متعددة، مصير مجهول يحوم حول قرى ريف اللاذقية القريبة على الحدود السورية التركية، وتحديداً في مخيمات جبل التركمان، بعد موجة النزوح الكبرى التي لم تشهدها قرى ريف اللاذقية سابقاً، بقي العديد من الشباب الذين أرسلوا أهاليهم إما نحو الأراضي التركية، أو نحو المخيمات القريبة في ريف إدلب القريب من ريف اللاذقية.

بعض الشباب الذين رفضوا مغادرة المخيمات والذين يتبعون لفصائل الجيش الحر؛ تجمعوا مع بعضهم البعض، كل بضع أفراد في خيمة واحدة، يقومون بالطبخ والواجبات اليومية بشكل شخصي، ومع ارتفاع أسعار المواد التموينية والغذائية في ريف اللاذقية بشكل عام، لجأ العديد إلى زراعة بعض المساحات القريبة من مخيماتهم وبيوتهم.

"محمد" 21 عاما، بعد إرسال أهله إلى إحدى المخيمات التركية بقي مع أصدقائه في خيمته الكبيرة والتي كانت مجهزة لعائلة، اهتم بالمزروعات التي تركتها والدته قُبيل مغادرتها واعتنى بها، يقول محمد: "تربة ريف اللاذقية خصبة أينما ذهبت، فكرة الزراعة ساعدت العديد من العائلات في تأمين الدخل قُبيل الحملة العسكرية على ريف اللاذقية، والآن مع انقطاع بعض المواد أو غلائها، نجد ما نزرعه أمامنا، زراعة أيدينا متواجدة قرب الخيمة ليلا نهارا".

ويضيف محمد: "لا تتطلب "السكّوبات" الصغيرة جهداً كبيراً، خمس دقائق يومياً تكفيها لتعطينا ثمارها، وتتنوع أصناف المزروعات المتواجدة بين الطماطم والبندورة، وسكّوبات البقدونس والنعناع والباذنجان والفليفلة والبقوليات التي تشكل لنا وجبات قوتنا اليومي دون القلق عن مصدرها او ارتفاع اسعارها او انقطاعها من الأسواق".

توقف الزراعة في ريف اللاذقية وأثره السلبي

بالرغم من القصف اليومي وغارات الطيران الحربي على ريف اللاذقية في الفترات الماضية؛ إلا أن قطاع الزراعة في جبلي الأكراد والتركمان شهد تطوراً كبيراً وخصوصاً في المحاصيل الموسمية والفواكة الصيفية، حيث كانت شريحة كبيرة من مدنيي ولاجئي ريف اللاذقية يعملون بالزراعة وخصيصاً أهالي المناطق المحررة، وذلك لعمل أهالي المنطقة قبل الثورة السورية في مجال الزراعة الذي كان العديد يقتاتون منها. ومع سيطرة قوات النظام على القرى الزراعية اضطر اهلها إلى تركها ورائهم، والدخول في الضائقة المالية لتوقف مصدر رزقهم.

"أبو محمد" أحد اللاجئين الذين كانوا يعملون في مجال الزراعة في ريف اللاذقية، واضطر إلى ترك قريته بعد تعرضها للقصف على أيدي قوات النظام والطائرات الروسية، حيث هاجر نحو إحدى قرى ريف إدلب ليعيش في المخيمات القريبة من الشريط الحدودي.

يقول "أبو محمد": "رغم القصف والدمار الذي كانت تشهده قريتنا إلا أنني والعديد من الأهالي نستمر في زراعة القمح في المنطقة، وهذه هي السنة الأولى في تاريخ عائلتنا التي لا نزرع ولا نحصد محصولنا، تضررت عائلات كثيرة بسبب تركها للزراعة، أفكر جدياً في استثمار إحدى الأراضي في ريف ادلب والبداية من جديد، هذه مهنتي ولا اتقن غيرها".

يذكر أن قوات النظام والميليشيات الموالية لها وتحت غطاء جوي روسي استطاعت السيطرة على جزء كبير من ريف اللاذقية، وهو السبب الرئيسي لهجرة الأهالي نحو تركيا وريف إدلب.