أخبار الآن |  دبي – الإمارات العربية المتحدة – احمد التجاني 

 

لم  تستطع الحملات الترويجية من تلميع صورة تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، فكل الوقائع والدلائل تشير الى خلل جوهري في صلب تنظيم القاعدة وداعش. ولعل المعركة الابرز التي اصبح جليا ان التنظيمين يفشلان فيها هي معركة التجنيد وسلب عقول المسلمين. داعش والقاعدة باتا يحملان بذور التدمير الذاتي والإنهيار من الداخل.

في التحليل التالي نستعرض ابرز هذه  الاسباب:

لا  يخفى على احد حجم التناقضات التي باتت تنطوي عليها رسائل القاعدة.. تخبط إعلامي يعكس بلا شك حجم التخبط داخل القاعدة نفسها.

"إننا في معركة، وأكثر من نصف هذه المعركة يجري على ساحات وسائل الإعلام. نحن في معركة إعلامية في سباق لاستمالة قلوب وعقول الإعلاميين"

كلام نسب قبل سنوات عديدة لايمن الظواهري نائب اسامة بن لادن انذاك، ولعل الظواهري سقط في فخ ما قاله هو الذي اختفى طويلا عن مسامع مؤيديه ومناصري القاعدة وعندما خرج برسائله وخطبه كانت وكأنها خارج نطاق الزمن وغير متصلة بواقع الاحداث والتطورات.

تابع ايضا: بعد قتل ابي اثير السوري داعش بات اقرب الى الإنهيار

 

على سبيل المثال لا الحصر وفي محاولة لتلميع صورة القاعدة يحاول المتحدث باسم القاعدة في شبه القارة الهندية اسامة محمود ادانة عنف طالبان باكستان ضد المدنيين ليخرج بعدها ايمن الظواهري ليؤكد في سبتمبر ايلول الماضي استعداده للقتال الى جانب داعش لو كان في العراق وسوريا.

تناقض واضح ان دل على شيء فهو يدل على حجم التخبط الذي بات يضرب بهيكلية القاعدة وهو بالفعل شكل مادة دسمة لانتقاد الظواهري لعدم وصفه داعش بالخوارج. فمحاولة كسب تعاطف الراي العام من خلال ادانة الاعمال الإرهابية من جهة وابداء الرغبة بالتعاون والتنسيق مع مصدر هذه الأعمال الإرهابية والإجرامية هو يفسح المجال امام عدة تساؤلات:

لجوء اعلام القاعدة الى مثل هذه الإدعاءات يعكس جانبا من حال التنظيم نفسه، حقيقة اهدافه وحقيقة نواياه التي لن توفر اي شيء او تتردد بالقيام به في سبيل استمالة المؤيدين.

المتابع لإعلام القاعدة يلاحظ بوضوح المشاكل التي يعاني منها هذا الإعلام، ففيديوهات الظواهري وفي اغلبها تنشر بغير وقتها المناسب ما يفقدها قيمتها او ارتباطها الزمني بالتطورات الحاصلة ما يوحي بان المسؤولين عن توزيع اصدارات القاعدة ونشرها يريدون الإساءة الى هذه الإصدارات من خلال سوء توزيعها، هذا عدا عن التأخير المتعمد في نشر الإصدارات وهذا ما حصل مع الحلقة الخامسة من ايام مع الإمام التي تم نشرها بعد الحلقة السادسة حتى ذهب البعض للقول بان مركز الفجر للإعلام مخترق من قبل افراد داعش.

ولا يقتصر الامر عند هذا الحد فحجم الاخطاء الصادرة عن اعلام القاعدة بات فادحا، فماذا يعني اعلان حسام عبد الرؤوف المتحدث باسم التنظيم بشكل خاطئ قتل مختار بلمختار، الا يدل ذلك على عدم كفاءة قادة القاعدة الذي سلموا اليوم ادوارا ريادية في التنظيم؟ ام ان ذلك مدروسا ومخططا له من قبل بعض قادة القاعدة الذين يريدون الدمار للتنظيم بعد توالي الإمتعاض بسبب الظواهري وغيره من قادة القاعدة غير الاكفاء؟

تابع ايضا: الظواهري تحدث لكنه بقي صامتا

في الحلقة السابعة من ايام مع الإمام، ينتقد الظواهري ما ينطوي عليه الإعلام الجهادي من شتائم وتكفير في صورة تعكس بنظره فشل من يدعي الجهاد، فالى اي مدى يدل تخبط وسائل إعلام القاعدة و لجوء تلك الوسائل الى اختلاق الروايات الكاذبة لصالح القاعدة لسنوات طويلة، الى اي مدى يدلل على حقيقة انهيار التنظيم؟

لماذا الظواهري هو الشخص الوحيد الذي يظهر في اصدارات ومقاطع فيديو القاعدة، على الرغم من فشله المستمر في استقطاب مؤيدين و متابعين؟ هل تفتقد القاعدة لأفراد أكفاء؟ أم أن الظواهري ببساطة يقوم بتهميش الآخرين لأنه يخشى أن يتم استبداله كقائد ورأس لهذا التنظيم الذي يتهاوى يوما بعد يوم؟