أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (أبو محمد اليبرودي)

تعيش مدينتا الزبداني ومضايا تحت وطأة هدنة مبرمة بين جيش الفتح في الشمال السوري وقوات النظام السوري وحزب الله عرفت باسم هدنة "الزبداني-الفوعة" تشمل وقف إطلاق النار بين الطرفين وإدخال المساعدات تحت رعاية أممية، إلا أن استخفاف حزب الله والنظام السوري بهذه الهدنة وتكرار القصف بشكل شبه يومي في الفترة الأخيرة على المدينتين وخاصة الزبداني، جعل الأهالي يعيشون في حالة صعبة شبيهة بأيام المعارك المندلعة قبل انعقاد الهدنة.

فدون سابق إنذار اشتد القصف المدفعي على مدينة الزبداني وأطراف بلدة مضايا وذلك بالتزامن مع قصف لمدن بنش وإدلب في الشمال السوري وذلك في تأكيد من حزب الله والنظام بعدم التزامهم بأية مواثيق فيما رآه نشطاء في أنه انتقام من الخسائر التي لحقت بالنظام السوري في الشمال السوري مؤخرا.

قصف متكرر

يقول "سمير العلي" عضو المجلس المحلي في مضايا في تصريح خاص لأخبار الآن: "المنطقة تعرضت للقصف العنيف من قبل النظام السوري في الأسبوع الفائت وخاصة الجبل الشرقي المطل على الزبداني، حيث أن مئات القذائف المدفعية سقطت على المنطقة بالإضافة لعشرات القذائف التي سقطت داخل الزبداني وأدت لوقوع إصابات عديدة دون وقوع أي ضحايا بسبب توقع السكان لمثل هكذا خروقات".

ويشير العلي إلى "أن قوات حزب الله قد عززت مواقعها في الأيام الفائتة ووضعت عدة مدافع موجهة باتجاه بلدة الزبداني والتي تموضعت بشكل رئيسي في حاجز الأتاسي والحوض وضهور بدرية، وهذا ما أثار مخاوف المحاصرين داخل البلدة من أن ذلك يشير إلى نية النظام تركيز عمليات القصف في الأيام القادمة، خاصة مع تزايد خروقاته في الشمال السوري على مدينة إدلب وبنش "اللتان يشملهما أيضا اتفاق هدنة الزبداني-الفوعة"، فيما يراه السكان بأنه انتقام للنظام من التقدم البارز للثوار في الأسبوع الفائت على جبهات عديدة في الشمال السوري والتي لم يجد حلا من إيقافها سوى بالضغط على جيش الفتح بقصف المناطق المحاصرة في الزبداني و مضايا، الأمر الذي بات يهدد بانهيار الهدنة بشكل كبير في هذه الأيام".

ويضيف العلي "أنه بالتزامن مع عمليات القصف فإن آثار الحصار عادت للظهور في مضايا وخاصة على الأطفال وذلك في ظل فقدان شبه تام لمادتي حليب الأطفال والبيض وذلك لأن آخر قوافل المساعدات التي وصلت لمضايا لم تحتوي هاتين المادتين بالإضافة لعدم احتوائها على أية لحوم أو مواد تحتوي بروتينات حيوانية مما يهدد بعودة تفشي مرض الكواشيركور أو انتفاخ البطون".

معاناة إنسانية

من جهة أخرى، يقول الطبيب "محمد اليوسف" في الهيئة الطبية لمضايا والزبداني أن: "ما يفاقم الوضع سوءا هو صعوبة معالجة مصابو القصف الأخير في خروقات الهدنة لأن المساعدات التي تدخل للمنطقة لا تحتوي إلا على مواد إسعاف أولية ولا إمكانية لإجراء أية عمليات جراحية خاصة لإصابات الحروب بسبب انعدام المعدات".

وأضاف اليوسف أن حزب الله يتبع وسيلة لا أخلاقية في التضييق على أهالي المنطقة بعد أن تكرر منعه لسيارات الهلال الأحمر من الدخول إلى المدينة وإخراج عدة حالات طبية مستعصية باتجاه مشافي دمشق، بالرغم من النداءات المتكررة التي وجهت للأمم المتحدة والهلال الأحمر للتدخل لإخراجهم، إذ تقف قصة الطفل محمد شعبان الذي قضى بسبب العجز الطبي نموذجا بارزا على تضييق حزب الله على البلدة من الناحية الطبية، فالحزب بات مؤخرا لا يقبل بإخراج أية حالة طبية من البلدة إلا بعد إخراج حالة مقابلة لها من كفريا والفوعة".

وكانت الهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني قد نشرت عدة مقاطع فيديو توثق الوضع المأساوي لعدة حالات من الأطفال التي تفاقمت بسبب انعدام المواد الغذائية كالبيض والحليب بشكل أساسي.