أخبار الآن | الأردن – (رويترز)

 

في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن يجتمع شبان من أبناء اللاجئين كي يغنوا معا ويعزفوا على آلات موسيقية.
وفي كل أسبوع تنظم منظمة معونة الكنيسة الفنلندية دورة موسيقية لأبناء اللاجئين لمساعدتهم في نسيان مشكلاتهم إضافة إلى تعلم مهارات جديدة.

وقالت منى نادي وهي مسؤولة ميدانية لمنظمة معونة الكنيسة الفنلندية "الموسيقى بلشت عندنا جديد. من أربع أشهر بناء على طلب الطلاب اللي بييجوا عندنا. هنا فيه حالة إحباط بتكون عالية عند الطلاب من أول ما بييجوا يدخلوا على المخيم. بيكون عندهم ضغط نفسي عالي كثير. لجأوا للموسيقى عشان بالدرجة الأولى اللي هو من الناحية الترفيهية وكمان بيخفف من الحالة السلبية اللي بيكونوا فيها. فيه عندنا شعبتين. شعبة ذكور وشعبة إناث عم بيتعلموا."

ويحضر الدورة الموسيقية حتى الآن 20 فتى وعشر فتيات كل أسبوع. كما سجل كثيرون آخرون أسماءهم لحضور دورات لاحقة.
وقال مُعلم موسيقى لاجئ من درعا في سوريا يُدعى عمر نويران إن دورة الموسيقى لا تقتصر على تعليمهم العزف الموسيقي فقط لكنها تساعد الطلاب على التكيف مع بيئتهم الجديدة وتوفر متنفسا لمشاعر الإحباط والقلق لديهم.

وأضاف نويران المقيم في المخيم "الموسيقى..بتعرف إحنا صار لنا خمس سنين في مخيم الزعتري.. لا فيه حديقة الناس تطلع لها. لا فيه شجر نشوفه ولا كده. فوجدت أن الموسيقى إذا دخلنا في ها العالم هذا مع الطلاب راح تكون منفس لهم في ظروف هذا المخيم. الظروف الصعبة. فقررت أدخل معهم في الموسيقى. الطالب تعرض لضغط المواد العلمية في المدرسة. للظروف الصعبة اللي في المخيم. فصرت أحس إنه الطالب بييجي بيفرغ شحناته السلبية في مادة الموسيقى."

وبدأ نويران تنظيم دروس في الموسيقى بالمخيم منذ وصوله له قبل نحو خمس سنوات.
وكان يُعَلِم الطلاب القواعد الأساسية للعزف الموسيقي في خيمته الضيقة قبل انتقاله إلى مركز رحب أنشأته منظمة معونة الكنيسة الفنلندية ووفرت فيه آلات موسيقية.

بالصور: خارج مخيم الزعتري .. الخيام الجديدة للتغريبة السورية

وأوضح نويران أنه عادة ما يدعو طلابه إلى أخذ الآلات الموسيقية معهم إلى خيامهم أو بيوتهم المؤقتة بالمخيم ليتدربوا عليها على أمل أن يُدخل ذلك بعض البهجة على قلوب عائلاتهم أيضا.
ومحمد رفاعي (15 عاما) أحد الطلاب الذين يتعلمون الموسيقى على يد نويران ويعزف العود ببراعة.
وقال رفاعي الذي يقيم في المخيم منذ ثلاث سنوات تقريبا إن عزف العود يُخَلصه من تحديات الحياة اليومية الصعبة في المخيم.

وأضاف رفاعي "يعني أنا هسا (حاليا) بالمدرسة وبحاجة..أنا من سوريا من الحرب.. وبأفضي شحنتي السلبية هون. كنت عندي ضغط نفسي وشحنتي السلبية بأفضيها هون وبيصير عندي سعادة بها الدورة هادي."
ويستضيف الأردن حاليا أكثر من 1.4 مليون لاجئ يعيش معظمهم في مناطق حضرية ونحو 100 ألف لاجئ سوري في مخيمات.
ويوفر مخيم الزعتري مأوى لنحو 85 ألف لاجئ. ويقع هذا المخيم على بعد نحو 15 كيلومترا من الحدود الأردنية السورية ويعد حاليا واحدا من أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.