أخبار الآن | الحسكة – سوريا (عبد الرحيم سعيد)

الإدارة الذاتية التي تمّ تأسيسها في نوفمبر 2013، أصدرت بعد عام من تشكلها ما يسمى بقانون "الدفاع الذاتي" أو ما يسمى بـالتجنيد الإلزامي، والذي ينصّ على إلزام الشباب بين عمر 18-30 سنة بالخدمة العسكرية الإلزامية لمدة ستة أشهر، زادت مؤخراً لتصبح تسعة أشهر، في معسكرات يتدربون فيها على استخدام السلاح وبعض التكتيكات العسكرية لمدة 45 يوماً، بعدها يتم فرزهم لجبهات القتال أو لمهام عسكرية أخرى.

كما أسست "الإدارة الذاتية" وزارة باسم "هيئة الدفاع الذاتي" وهي بمثابة وزارة للدفاع، والتي تشرف على معسكرات التدريب وحملات التجنيد، ومن جهتها الوزارة قامت بتأسيس كتيبة "الشرطة العسكرية" أو "الانضباط العسكري"  قبل ما يقارب السنة، وأصبح اعتقال الشباب وسوقهم للمعسكرات من أكثر مهامها.

حملة تجنيد كبيرة للشباب

الشرطة العسكرية التابعة للإدارة الذاتية قامت الإثنين 23/5/2016 بحملة تعتبر هي الأضخم منذ تطبيق قانون "الدفاع الذاتي"، فقد انتشرت الدوريات على كافة الطرق بحثاً عن الشباب، كما  حاصرت واقتحمت الكثير من القرى في منطقة "المالكية" ومنها "طبقة، سبع جفار، سيكرا، كر زيرو، بستا سوس" التابعة لمنطقة كوجرات بالمالكية فجر الإثنين، وقامت بمداهمة منازل المواطنين بحثاً عن الشبان بحجة سوقهم للتجنيد الإجباري. وكانت قد استقدمت قوة كبيرة من خارج المدينة وهاجمت تلك القرى بتوقيت واحد وبدأت باعتقال الشباب. كما صادرت عدداً من الأسلحة التي كانت بحوزة القرويين.

من جهة ثانية، قامت الأسايش والشرطة العسكرية بحملة على قرى في ريف مدينة "عامودا " فجر الإثنين حيث هاجمت وحاصرت قرى "تل حبش، جوهرية، كرنكو" واعتقلت عدداً من الشباب وصادرت عددا من الأسلحة.

هذه الحملة شملت كافة المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية، ووصل عدد المعتقلين للتجنيد أكثر من 100 شاب في كافة المدن.

حالة من الخوف انتشرت بين الأهالي عامة، والشباب خاصة الذين التزموا بيوتهم خوفا من الاعتقال. "أبو شيار" صاحب محل للسمانة بالقرب من الدوار الرئيسي في عامودا، قال لأخبار الآن: "اليوم صباحاً تمركزت عند الدوار عناصر كثيرة من الشرطة العسكرية وانتشروا عند كافة مداخل الدوار، واعتقلوا عدداً من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة".

الشاب "حسين محمد " بقي في منزله متخفياً، وتأخر عن الذهاب للعمل خوفا من الاعتقال بسبب التجنيد، لأنّ عمره لا يزيد عن الثلاثين عاماً. أما "شفان عبد الرحمن" وأخيه "محمد" فقد آثرا البقاء في المنزل وعدم فتح دكانهم الواقع في الشارع العام بعامودا، خوفاً من اعتقالهم على يد دورية تابعة للشرطة العسكرية.

من جانبها الأسايش أصدرت بياناً حول حملة التجنيد الإلزامي، مشيرا إلى أنّ الحملة كانت بالتنسيق مع الانضباط العسكري وتم توقيف عدد من "الشباب المتوارين عن الأنظار والذين جاء موعد سوقهم لواجب الدفاع الذاتي".

حملة في الرقة

ويرى البعض أنّ هذه الحملة من الاعتقالات للتجنيد هي بسبب التحضير لحملة تستهدف الرقة، لذلك فهم يريدون تدريب أكبر عدد من الشبان على استعمال السلاح، ليكونوا جاهزين في المشاركة في الحملة المقبلة والتي أصبحت قريبة، وبدأت تظهر بعض بوادرها.

يذكر أنّ الطلاب والابن الوحيد معفيون من الذهاب للخدمة الإلزامية بحسب قانون الدفاع الذاتي، وكذلك من لديه أخ متطوع في "وحدات الحماية الشعبية".

من جهة ثانية، تتحضر "قوات سوريا الديمقراطية" و"وحدات الحماية الشعبية" لحملة قد تشنها قريبا على الرقة. هذه الحملة بدأت بوادرها من خلال زيارة ضابط كبير من الجيش الأمريكي "جوزيف فوتيل" لمدينة عين العرب قبل عدة أيام والتقى عددا من قيادات قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك هذه الحملات التي تشنها وحدات الحماية والأسايش لتجنيد الشباب، والتي يراها البعض تحضيرا لحملة الرقة.

كما توجهت الكثير من عناصر قوات سوريا الديمقراطية باتجاه الحدود الجنوبية والغربية لمحافظة الحسكة "التي تعتبر نقاط التماس بين المناطق المحتلة من داعش في الرقة والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الحسكة"، بالإضافة إلى إلقاء طائرات تابعة للتحالف الدولة مناشير على مدينة الرقة تطالب المدنيين بالخروج من المدينة والابتعاد عن مواقع داعش.

وقد صرح العقيد "طلال السلو" الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية، لأخبار الآن: "القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية ستقرر في الأيام المقبلة حملة عسكرية للقضاء على داعش، ولا أستطيع أن أؤكد هل ستكون الخطوة المقبلة هي الرقة أم لا، ولكن أستطيع القول أنّ الحملة المقبلة ستكون إمّا الرقة أو دير الزور أو ريف حلب الشمالي من منبج  وما حولها".

وعن زيارة الضابط الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، قال العقيد: "قبل عدة أيام زار الضابط "جوزيف فوتيل" معسكرات قوات سوريا الديمقراطية برفقة وفد عسكري ووفد إعلامي رفيع، واطّلع الوفد على جزء من تدريبات قوات سوريا الديمقراطية، وتابع التنسيق بيننا وبين قوات التحالف. كما عقد الضابط عدة لقاءات مع شخصيات من قوات سوريا الديمقراطية من بينهم أنا"، وأشار العقيد إلى أنّ الزيارة كانت لزيادة وتمكين العلاقات بين التحالف وقوات سوريا الديمقراطية، وتقديم المزيد من الدعم للقضاء على داعش.