أخبار الآن | طهران – ايران  – علا مسعودي – (خاص)

 

زيارةٌ وُصفِت بالمُهمة.. تلك التي قام بها رئيسُ الوزراء الهنديُّ لطهران لاسيما وأنها جاءتْ لبحث المِلفاتِ العالقة بين البلدين أهمُها مِلفُّ الديون، وشرَّعتِ النوافذَ للاستثمار الهندي في ميناء جابهار الايراني، الذي يرى فيه الاقتصاديون مَوطئَ قدمٍ مهمً تبحث عنه نيودلهي في المِنطقة.

ناريندرا مودي أولُ رئيسِ وزراءَ هنديٍ يزورُ إيرانَ منذ عقدٍ ونصفٍ من الزمن قادمًا اليها بمعية وفدٍ رفيعِ المستوى  في زيارة حملت أبعاداً اقتصاديًة لاسيما وأن ثمانيةَ أعشارِ احتياجاتِ نيودلهي النِّفطيةِ كانت تصلُها من طهرانَ قبل العقوبات.

تحدث الرئيس الايراني حسن روحاني بأن الأرضيةُ الاقتصاديةُ لتطوير العلاقاتِ بين البلدين في مجالات عدة اصبحتْ الان أكثر استعدادًا عما كان عليه من قبل.

استعدادٌ لم يقتصر على إيرانَ فحسب إذ إن الهندَ جاءت لتوقيع أربعَ عشْرةَ وثيقةَ تعاونٍ  كما وضعت مئةً وخمسين مليونَ دولار استثمارًا أوليًا لها في ميناء جابهار الإيراني الذي يصلُ بلدانَ آسيا الوسطى بدولِ جنوبِ القارة.

رئيس الوزراء الهندي  ناريندرا مودي تحدث ايضا أنه بناءً على الاتفاقية الموقعه بين بلديهم سيُطورُ ميناءُ جابهار وبناهُ الأساسية وقد خصصنا خمسَمئةِ مليونِ دولار لتكونَ بمنزلة حجرِ الأساسِ لهذا المشروع.

وقد بلغ التبادلُ التجاريُ بين ايرانَ والهندِ تسعةَ ملياراتِ دولار في السنةِ الماضيةِ، وعلى نيودلهي دفعُ ستةِ ملياراتٍ وخمسِمئةِ مليونِ دولار لطهرانَ مستحقاتٍ ماليةً لم تُستردْ بسبب العقوبات، تسلمَ الايرانيون منها سبعَمئةٍ وخمسين مليونَ دولار دفعةً أولى وهم يسعَون اليومَ  إلى تطوير التعاون معَها في المجالات كافةً.

توقيع اتفاق بين ايران وافغانستان والهند لتطوير مرفأ ايراني بشكل مشترك    

الرئيس الايراني حسن روحاني أضاف أنه بناءً على وضع الطاقة في إيرانَ والمعادنِ في الهند ووجودِ الموانئِ المُهمة ومنها ميناءُ جابهار، يستطيعوا تفعيلَ التعاون المشتركِ في مجالات مختلفة كالالمنيوم والفولادِ والبتروكيمياويات
ويرى الاقتصاديون في إيرانَ أن هذه الزيارةَ سيكونُ لها أثرٌ واضحٌ في العلاقة بين طهرانَ ونيودلهي.

انصاري فرد – محلل اقتصادي : بعد هذه الزيارة يتوقع أن تزدادَ التعاملاتُ التجاريةُ بين البلدين إلى أكثرَ من عشَرة ملياراتِ دولارٍ سنوياً، القسمُ الأكبرُ منها سيكون من صادرات الغاز الايراني وتأمينِ الطاقة  للهند ومن المقررِ أن تستثمرَ الهندُ أكثرَ من مليارٍ ونصفِ المليارِ دولار في تطوير البُنى الأساسيةِ  لميناء جابهار مستقبلًا.

أما الاتفاقاتُ التجاريةُ الأخرى  للزيارات الدَّولية المتعاقبةِ لطهران ستكون لها مدلولاتُها المستقبلية في الاقتصاد الايراني في السنواتِ المقبلة.

وأضاف انصاري بأنه يعتقد أن التبادلاتِ التجاريةَ لإيران من دون النفط ستبلغُ أكثرَ من مئةٍ وعشرين مليارَ دولارٍ سنويًا، وإذا أضفنا إليها عائداتِ النفط بأربعين مليارَ دولار ستصلُ إلى مئةٍ وستين مليارًا في السنة، ويتوقع أن يزدادَ النموُّ الاقتصادي إلى أكثرَ من ثلاثة ونصفٍ في المئة هذه السنةَ وهو الحدُّ الاعلى للنمو طَوالَ السنواتِ الخمسِ الأخيرة ولن تكون نيودلهي وطهرانُ المستفيدَ الوحيد، إذ إن كابُل ستكونُ كذلك لاسيما وأن ميناءَ جابهار هو بمنزلة الجسر الرابطِ بينها.
  
زيارةٌ وصفها الايرانيون بالمُهمة لكونها بدأت بتسوية ديونٍ عالقةٍ وتخللها ابرامٌ لعقود لتنتهيَ باتفاقيةٍ تحولُ ميناءَ جابهار الايراني إلى ممر شحنٍ دَولي.