أخبار الآن | الرقة – سوريا (رشيد الحمد)

تتسارع وتيرة الاحداث والحشد العسكري والإعلامي بسرعة، هي الرقة مرة أخرى وهي التي لم تخرج من دائرة الاهتمام مذ أن احتلها داعش في الشهر الأول من عام 2014. تجمع الرقة كافة المتناقضات والأضداد، وأعداء الأمس باتوا أصدقاء معاركها اليوم.

اليوم أعلنت "قوات سورية الديمقراطية" في بيان مقتضب عن بدء عملية تحرير ريف الرقة، وليس الرقة. تقدمت القوات على محورين وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع والطيران الحربي. المحور الأول جنوب "عين عيسى" شمالي الرقة 60 كم، والمحور الثاني إلى الشرق من المحور الأول بـ 15 كم، ولكن قواته ليست بحجم قوات المحور الأول.

مقتل العشرات من قوات سوريا الديمقراطية بسيارة مفخخة في الرقة

تقدمت القوات 4 كم ووصلت إلى "مزرعة قرطاج" جنوبي عين عيسى 5 كم دون أية مقاومة "سوى أن داعش فجر لغما أرضيا بإحدى حاملات الجند التابعة لقوات "PYD" وقتلت أربعة جنود" وصولا إلى الشرق قليلا وتحديدا الى قرية "الحدريات"، لتعود هذه القوات وتنسحب. الأمر الذي فسره الكثير كمحاولة لكشف دفاعات داعش وخطوطه الخلفية وليعود الأمر إلى ما كان عليه من مناوشات متقطعة بين الفينة والأخرى.

تحركات لقادة داعش

إلى الغرب قليلا وتحديدا إلى منطقة "خربة هدلة" غربي عين عيسى 20 كم، لاحظ الأهالي تحركات غير اعتيادية لداعش ليكتشف  وحسب الناشط الميداني "يزن العبدالله" أن "أبي محمد العدناني" الأمني الأول في الشام والذي خلف "أبو لقمان" في هذا المنصب قد زار المنطقة هو وعدد من قادة داعش العسكريين.

تأتي أهمية هذه الزيارة من أن داعش يعتقد أن الهجوم المحتمل سيكون من محور "خربة هدلة" و"المحمودلي" و"الجرنية" وليس من عين عيسى و"الشركراك"، وهو الأمر الذي أكده "يزن العبدالله" وذلك من خلال التحركات الأخيرة لـ "قوات سورية الديمقراطية"، حيث أكثرية الخبراء الأمريكيين متواجدين في هذه المنطقة "التي عمقها سد تشرين وبلدة صرين التي تسيطر عليها هذه القوات"، وتأتي أهميتها أيضا من كونها منطقه شبه صحراوية وتضاريسها مكشوفة، والقصد من تحريرها هو خلق منطقة آمنة للنازحين من الرقة المدينة، إضافة إلى أن وجود الأمريكيين  في جزء منه "عدا المساعدة العسكرية" هو مراقبة أداء هذه القوات في تعاملها مع المدنيين وعدم تكرار تجربة "تل أبيض".

تفجيرات مدينتي طرطوس وجبلة معقل النظام… وداعش يتبنى

لا شيء واضح حول حقيقة المعركة المرتقبة، ولكل هدفه من المشاركة. ولكن الأمر الأوضح حسب "يزن العبدالله" هو استبعاد "لواء ثوار الرقة" عن المعركة الأولى وتجهيزه لمعركة الرقة  المدينة، فمن غير مقاتليه أخبر وأعلم بمقاتلي داعش وهم ينتمون لذات المدينة وتجلى ذلك بعدم تمثيل اللواء في اجتماعات عين العرب.