أخبار الان | دبي -الإمارات العربية المتحدة (منى عواد)

 

انتشرت ظاهرة عمالة النساء في دمشق وفي مناطق سيطرة النظام نتيجة الفقر والقتل المباشر الذي يستهدف الرجال في الغالب، فلم يعد لدى النساء وأطفالهن من وسيلة للحصول على لقمة العيش بعد غياب المعيل الا العمل بمهن كانت حكرا على الرجال .

ليس غريبًا على النساء والفتياتِ السوريات ملازمةُ الرجالِ في أعمال الحياة اليومية، سواءٌ في معاملَ أو شركاتٍ وحتى في أسواقٍ عامةٍ وفي مجالات الصناعة والزراعة والسياحةِ وغيرِها، لكنَّ ظاهرةً غيرَ مألوفةٍ بدأت تنتشرُ معَ اشتداد حَمَلاتِ النظام في سَوق الشباب إلى الخِدمة في الجيش، وهي العملُ في مِهن غلب عليه الطابعُ الذكوري منها: المقاهي، والبيعُ في سوق الهال، وقيادةُ وسائلِ نقلٍ عامةٍ وغيرُها، بعدما كانت هذه المهنُ وغيرُها من نصيب الرجال.

داعش يستغل النساء لتجنيدهن في صفوفه 

بدأتِ المرأةُ ملءَ فراغِ تغيُّبِ الشبابِ في سورية، ولوحظ توجهُها إلى شَغلِ شواغرَ جديدةٍ في الحياة الاقتصادية في مِهن كانت حِكرًا على الرجال، لتأمين مصاريفِ الحياة اليوميةِ والمعيشة، بعد أن غيبتْ حربُ النظام على الشعب ربَّ الأسرة ، لتصبحَ المرأةُ فجأةً مُعيلَ الأسرة. 
أسهمتِ المعاركُ المحتدمةُ على الأرض السورية، وحَمَلاتُ الاعتقال المتواصلةُ من قبل نظام الأسد لإلحاق الشبابِ بالجيش، في تفاقم هِجرة الذكور وإفراغِ البلاد من الشباب، ولعل نزوحَ آلافٍ  من الأسر من الريف إلى العاصمة دمشق بحثاً عن الأمان أهمُّ أسبابِ ظاهرةِ عملِ النساء التي انتشرت كثيرًا في دمشق 
وفي سبيل الحصول على لقمة العيش هذه السيدةُ تبيعُ الخبز في شوارعِ دمشقَ بعد أن أرغمتها الظروفُ على ذلك …

من فرانكفورت قال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الكريم الريحاوي لأخبار الآن: "ظاهرة عمالة النساء السوريات في دمشق تعكس مدى الانهيار الاجتماعي الحاصل في المجتمع السوري، والمسؤولية تقع على نظام  الاسد، وهناك نتائج خطيرة جراء هذا الامر تنتظر الشعب في المستقبل". 

إعلامُ النظام  سعى إلى تجميل الظاهرة، وبات يتناولُ إقبالَ المرأة على الأعمال التي لم تمارسها من قبلُ من باب "الشجاعةِ" و"النضال"، وأن المرأةَ السوريةَ لا يقفُ في وجهها شيء. كان ذلك للتغطية على المشكلة الأساسية، وهي ضربُ بنيةِ المجتمع السكانيةِ عبر تهجيرِ فئة الشبابِ التي تشكلُ دِعامةَ المجتمع السوري.

ولفت خبيرٌ اقتصادي من دمشقَ ، رفض الكشفَ عن اسمه لأسباب أمنية، إلى أن معظمَ المؤسسات العامةِ والخاصةِ تشكو نقصَ اليد العاملةِ الشابة، بدءًا من مراقب الدوامِ وصولًا إلى الأطباء والمهندسين…

ومن المتوقع أن تتعاظمَ النتائجُ المترتبة على زيادة عملِ النِّساء في سورية، على الحدِّ المألوف، ما يُخلِّفُ نتائجَ اجتماعيةً خطيرة على المجتمع السوري الذي شهد "كوارثَ" اجتماعيةً واقتصاديةً  كثيرة  منذ اندلاع الثورةِ ولمَّا تتكشفُ نتائجُها بوضوح بعد.