أخبار الآن | أنطاكيا – تركيا (جمال الدين العبد الله)

اندماج الشعوب والثقافات المتنوعة مع بعضها؛ يؤدي بطريقة أو بأخرى إلى نشوء علاقات جديدة في المجتمع المتأثَر به، كالعلاقة بين اللاجئين السوريين في تركيا، والمواطنين الأتراك، كل منهما تأثر بالآخر بشكل مباشر، وبدأت القصة حديثاً إثر استقبال تركيا حكومة وشعباً للاجئين السوريين على أراضيها بعد الذي شهدوه من النظام ووحشيته.

حيث قطن العديد من السوريين في الأحياء والمناطق الشعبية التركية في إقليم هاتاي -أنطاكيا- والتي يرتبط سكانها بسوريا ارتباطاً وثيقاً كونها قريبة على الحدود السورية، وتعلم لغة الطرف الآخر للتفاهم والتعامل فيما بينهم، وأصبح السوريون يتناولون المأكولات التركية ويستضيفونها على موائدهم، كما يستضيف الأتراك بعض المأكولات والمواد السورية.

التقت أخبار الآن مع "أبو نديم" أحد أصحاب البقاليات السورية في تركيا حول انتشار الثقافات السورية بين الأتراك: "في البداية ومع افتتاح دكاني منذ أكثر من أربع سنوات، لاحظت إقبال بعض الأتراك من أبناء الحي على دكاني، وطلبهم للخبز السوري عند انقطاعهم من الخبز التركي، وتدريجياً اعتمد بعضهم على الخبز السوري بشكل كبير، بل وفضلوه أحياناً عن "خبز السمون التركي".

ويضيف "أبو نديم": "لم يقتصر الأمر على الخبز، بل وصل إلى العديد من المواد السورية الأخرى والقادمة من المناطق المحررة، مثل "شاي ليالينا" الذي لقي استحساناً كبيراً في تركيا، بل وصل الأمر إلى أن قامت بعض "المولات" بإدراجها ضمن المواد الأساسية للتسوق، ولجأ البعض في تركيا إلى تقليده وطرحه في الأسواق".

انخفاض الأسعار والجودة .. العامل الرئيسي

يلعب فارق السعر بين المواد السورية ومثيلاتها التركية دوراً في زيادة الإقبال على المصنوعات السورية، حيث أن بعض البضائع ذات السعر المنخفض تستقبلها الدكاكين التركية والسوية على حد سواء، لتصل في النهاية على موائد السوريين والأتراك.

التقينا مع "مصطفى" صاحب سوبر ماركت تركي في حي "الجمهوريات" في مدينة أنطاكية حول البضائع السورية: "يصلني العديد من البضائع السورية التي أعرضها في دكاني، وسبب الإقبال عليها كونها ذات جودة عالية من جهة، ومن جهة أخرى انخفاض سعرها وعدم فرض ضرائب عليها، وراجت المواد السورية مثل الشاي والخبز وحتى اللبن في الأسواق بشكل كبير وأنا أستخدمها بشكل شخصي على مائدتي".

السوريون والبضائع التركية

اضطر العديد من السوريين مع بداية لجوئهم في الأراضي التركية إلى الاستعاضة بالمواد الغذائية والتموينية ذات الأصل التركي، وذلك لعدم تواجد بعض البضائع السورية في تركيا، ولكن المشكلة الرئيسية هي فارق السعر الكبير عن نظيراتها في سوريا.

يقول "محمد": "عند لجوئي إلى تركيا منذ أربعة أعوام، توجهت نحو أحد المولات لشراء المواد التموينية، حيث لم أكن أعرف شيئاً في اللغة التركية، وأختار فقط المواد التي أحتاجها من مظهرها، ولاحظت أن المواد التركية ذات سعر مرتفع بشكل كبير، وحتى سفرة الإفطار أو الغداء امتلأت بالأشياء الجديدة التي لم نكن نعرفها في سوريا".

ازداد الاختلاط بين الشعبين السوري والتركي خلال خمس سنوات من اللجوء، فامتدت نحو التناسب والزواج، وحتى إدراج بعض الملابس والعطورات والأغذية ذات منشأ تركي، ولكن بطريقة وأياد سورية.