أخبار الآن | ريف حماة – سوريا (مصطفى جمعة)

تستفيق معظم مناطق حماة على غارات جوية مكثفة تشنها مقاتلات تتبع لسلاح الجو الروسي تارةً والنظام السوري تارةً أخرى، وذلك بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية استئناف عملياتها القتالية في سوريا منذ 25-05-2016 ضد من تسميهم "العصابات المسلحة".

بنك الأهداف الجديد للمقاتلات الروسية هو نفسه الذي أعلنته موسكو عند تدخلها الصريح في سوريا، لكن الفارق الوحيد هو التوقيت، حيث تتزامن هذه الغارات مع اقتراب جني المواسم الزراعية؛ والتي تشكل مصدر رزق أساسي لمن لا يجد ثمن خبزه في هذه الأوضاع، لتزيد عمليات القصف العشوائي والمركّز من معاناة المدنيين الذين يشكلون النسبة الأكبر في بنك الأهداف الموضوع على قائمة "غرفة عمليات مطار حميميم" في الساحل السوري.

قصف وحركة نزوح

ولعل مدن وقرى "كفرزيتا واللطامنة ومورك" نالت وتنال نصيبها الأكبر من القصف، حيث تنهمر القنابل الفراغية على الأحياء السكنية لتدمر ما تبقى من جدران وأسقف منتصبة بين وفوق ما دُمٍّرَ في وقت سابق.

"أحمد حسن" مواطن من كفرزيتا، يقول: "لم تعد هنالك منطقة آمنة في ريف حماة. لقد باتت الحياة شبه منعدمة هنا، فالأحياء التي سلمت من القصف "بشكل نسبي" أضحت أهدافا جديدة للطائرات الروسية، وبسبب هذا القصف نزحت العائلات التي عادت لتجني محاصيلها الزراعية".

القصف الجوي وإن كان هو الأبرز، إلا أنه ليس وحده من يضرب هذه المناطق بلا هوادة، فثمة قصف مدفعي وصاروخي يستهدف مناطق ريف حماة الشمالي وأطراف المدن الهامة، وغالبا ما يكون مصدره "دير محردة ومطار حماة العسكري وبريديج" حيث بلغ عدد القذائف والصواريخ خلال أربعة أيام "180" قذيفةً وصاروخاً.

وجدير بالذكر، أن مروحيات عسكرية ذات لون أزرق تقلع من "مطار حميميم" وتقوم بقصف نفس المناطق بالألغام البحرية.

المحامي "طارق عساف" ناشط حقوقي، يقول: "هذا خرق جديد للقوانين والمعاهدات الدولية، فموسكو لم تتوقف عند دعم الأسد والتدخل العسكري، بل تقوم بزج نفسها كطرف رئيس بالحرب من خلال إدخال أسلحتها المتطورة والحديثة في قصف المدنيين، ونحن نقوم بتوثيق كل تلك الوقائع".

رد الجيش الحر

وكردٍ على كل ذلك، أخذت فصائل من الجيش الحر على عاتقها استهداف تلك القواعد العسكرية بما توافر لها من أسلحة بإمكانها تحقيق إصابات مباشرة وغير مباشرة. فقد أعلن "جيش العزة" التابع للجيش السوري الحر عن تدميره مستودعاً للأسلحة والذخائر بمنطقة المحطة الحرارية على أطراف محردة وقتله أربعة عناصر على الأقل، مستخدماً صورايخ غراد التي يناهز مداها عشرين كيلو متراً، وقد شوهدت أعمدة الدخان المتصاعدة من المحطة الحرارية في محردة "التي تتخذها قوات النظام قاعدة عسكرية لها" كونها تشرف على خطوط التماس مع المعارضة في منطقة "الأزوار" في حين أعلنت فصائل عسكرية أخرى عن قصفها لمطار حماة العسكري وقمة جبل زين العابدين.

"أحمد دالاتي" ناشط إعلامي، يقول: "ليس بإمكان جيشنا الحر إيقاف عمل الطائرات لأنه لا يمتلك مضادات لها، لكنه وبقصفه لنقاط جيش الأسد وخاصة تلك التي تشكل مركزاً لقوته يلعب دورا كبيرا في موازنة الوضع الميداني نوعاً ما".

وفي ظل استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي، لن يبقى خيار أمام المدنيين سوى النزوح الكلي ريثما تسنح لهم الفرصة بالعودة لجني محاصيلهم، معلقين الأمل بأن تسلم أرزاقهم من حمم الطائرات ونيران المدافع.