أخبارالآن | طهران – ايران – علا مسعودي – (خاص)

 

في الوقت الذي تسعى فيه إيران إلى تنمية اقتصادها بتوجهها أوروبيًا ، لابد لها أن تمرَ قربَ جيرانها العرب لاسيما وأنهم من أهم شركائها الاقتصاديين  ، فلا غنى عن تمتعها بثروات مهمةٍ تُسهمُ في تنمية قطاعاتِها الصناعية.

بأساريرَ منفرجةٍ يسيرُ الاقتصادُ في ايران متفائلاً  بالانفتاح الذى طرأ عليه  على أثَر رفعِ العقوبات ، مرتكزًا على ثرواتٍ طبيعيةٍ  و سوقٍ قِوامُها ثمانون مليونَ نسمةٍ لايزال يتصدر جيرانُه العربُ قائمةَ أهمِّ شركائِها التجاريين.

قال انصاري فرد وهو محلل اقتصادي:
"لحسن الحظ هناك دولٌ عربية تعدُّ ضمن الشركاءِ الثلاثة الأساسيين لتجارة إيران منهم العراقُ والامارات وهذا يؤكدُ التعاون الجيد مع الدول العربية بالرَّغم من أن تراجعَ سعر النفط عالمياً أسهم بشكلٍ ما في تقليص التعاملات التجارية بين الطرفين "

وبعيداً عن النفط،  لايران منتجاتٌ غيرُ نفطية تصدر الى اثنين وثلاثين بلداً فصادراتُ الصناعة فيها بلغت ثمانيةً وثلاثين مليارَ دولاروالقطاعُ الزراعيُ سجل خمسةَ ملياراتٍ بينما الغازُ المُسَيَّل جلب لها سبعةَ ملياراتِ دولار . وبين بنىً أساسيةٍ تحتية تهالكت بفعل التقادم ومشاكلَ هيكليةٍ في القطاعين الحكومي  والخاصِّ ، تبقى الحاجةُ الى المواد الاولية،  أولويةً في الاقتصاد  وهي  مايملِكُه جيرانُها العرب 

قال حسين ريوران وهو كاتب ومحلل اقتصادي:
"تستطيع أن تستفيد من الدول العربية في توفير المواد الاولية  المطلوبة لكثيرٍ من صناعاتها في ايران هناك صناعةٌ متطورة في مجال الصلب وفي مجال الفولاد وفي مجال الالمنيوم  والنحاس وكلُّ هذه الصناعات في النهاية هي في حاجة الى مواد اولية".

وفي ظلِّ التعاون الاقتصادي المشترك بين ايرانَ وجيرانِها العرب  تجاوز التبادلُ التجاري مع الامارات خمسةَ عشَرَ مليارَ دولار ووصل  معَ العراق إلى اربعةَ عشَرَ مليارَ دولار وسلطنةِ عمان تجاوز ثمانِمِئةِ مليونِ دولار فضلا عن مشاريعَ مشتركةٍ  كمشروع مدِّ خطِ انابيبَ لنقل الغاز تحت مياهِ الخليج  مع سلطنة عمان ومشاريعِ استثماراتٍ مع الامارات في قطاعات الطيران والفندقة والبنى الأساسية . 

ثم اضاف انصاري فرد
"ازداد نموُ التبادلات التجارية معَ الدول العربية في الشهرين الاخيرين ثمانيةً في المئة ويتوقع أن تصلَ التبادلاتُ التجارية مع الدول العربية في نهاية سنة ستَ عشْرةَ وألفين إلى ثلاثين مليار دولار"

وبالرَّغم من أن التعاونَ التجاري بين ايرانَ وجيرانِها العربِ يعدُّ جيدًا نسبيًا لكنه  ليس بمستوى الطموح ويُعزى ذلك الى اسباب، منها عدمُ امكانِ التعامل المصرفي المباشرِ معَها

وكذلك اضاف حسين ريوران 
"قد تكون هناك مشاكلُ في موضوع التحويل على اعتبار أنه حتى الان لم يفتح سويفت بين ايرانَ والعالمِ الخارجي، ايرانُ حين فكرت في تطوير علاقاتِها بالغرب مرةً ستفكرُ في تطويرها معَ جيرانها العرب أكثرَ من مرة بسبب موقعهم الجغرافي المهم والمصالح المشتركة وقربِ المسافة بين الجانبين" .

من مقولة الجار قبل الدار لابد لايران ان تنطلق في علاقاتها الاقتصادية نحو مزيدٍ من التعاون المشترك معَ جيرانها العرب ليكون المستفيدَ الأولَ كلا الطرفين.

إقرأ أيضاً: اقتصاد ايران بين خشية المصارف ورغبة المستثمر