أخبار الآن | واشنطن – الولايات المتحدة – (صحيفة واشنطن بوست الأمريكية)

 

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن المليشيات الشيعية المتحالفة مع القوات العراقية في معركة تحرير الفلوجة غرب العراق، قد تتسبب بجر البلاد إلى فوضى عارمة. 
بسبب الروح الثأرية والانتقامية التي تتعامل بها مع المواطنين السنة في كل المناطق التي دخلتها، وآخرها الفلوجة، التي تعد المعقل الأهم لسنة العراق، وبالتالي فإن أي فعل انتقامي قد يؤثر سلباً على سير العملية العسكرية ضد داعش على حد تعبير الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه المليشيات كانت الحليف الأبرز للقوات العراقية في استعادة العديد من المناطق التي وقعت بيد تنظيم داعش، إلا أن الخوف الآن من أن هناك معركة تجري على أسوار الفلوجة قرب بغداد، وهذه المليشيات تسعى للمشاركة فيها، غير أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يرفض رفضاً قاطعاً إشراك تلك المليشيات.
الحكومة العراقية من جانبها كانت قد أمرت تلك المليشيات بالبقاء بعيداً عن ساحة القتال في الفلوجة، وهو أمر شدد عليه ماجد الجريصي، أحد زعماء الفلوجة، الذي فر منها عقب سيطرة التنظيم على المدينة قبل نحو عامين، حيث يؤكد الجريصي أن هذه المليشيات طائفية مثلها مثل تنظيم داعش، "ونحن نرفض مشاركتها تماماً في المعركة".

من بغداد قال الأستاذ في العلوم السياسية قحطان الخفاجي لأخبار الآن: "الصور التي بثها الناشطون تعد انتهاكات واضحة وهي مرفوضة قطعا، وهي متوقعة الحدوث، ولننتظر الان الاجراءات التي ستتخذها الدولة حيال مرتكبي هذه الانتهاكات، وللاسف فان النزعة الطائفية في البلاد تتسع رقعتها لذا نحذر من عملية تقسيم البلاد".

شهادات تكشف ممارسات الحشد الشعبي بحق أهالي الفلوجة

التقدم نحو الفلوجة -وبعد نحو 12 يوماً- ما زال بطيئاً، فلقد فشلت القوات العراقية والمليشيات المساندة لها، والتحالف الدولي الذي يقدم إسناداً جوياً، في اقتحام المدينة، وخاصة في أعقاب العمليات التي نفذها التنظيم، الخميس الماضي، والتي أدت إلى تراجع القوات المتقدمة، حيث يعمد التنظيم إلى العمليات الانتحارية، والقصف، بالإضافة إلى المواجهات المباشرة، في إعاقة تقدم القوات المهاجمة.
المليشيات الشيعية عرف عنها روح الانتقام من العرب السنة، وقيامها بأعمال وحشية بحقهم، حيث سبق لجماعات حقوق الإنسان أن اتهمت تلك المليشيات باعتقال، وتعذيب، وإعدام، وإخفاء قسري للمئات من العراقيين السنة.

وهناك مخاوف حقيقية من أن تؤدي أعمال المليشيات الانتقامية إلى زيادة معدل العنف الطائفي، وقبول العراقيين السنة بتنظيم داعش رغم قسوته وقسوة أحكامه.
وبحسب مايكل بريجنت، خبير الشؤون العراقية في معهد هدسون، فإن العبادي عرضة لأهواء المليشيات الشيعية، وهو غير قادر على كبح الروح الانتقامية لدى هذه المليشيات التي تريد أن تعاقب الفلوجة على التفجيرات التي طالت مناطق شيعية ببغداد، مبيناً أن هذه المليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني.

إلا أن أحمد الأسدي، الناطق باسم هذه المليشيات، نفى وجود أي سوء معاملة للمدنيين، مبيناً أن مليشيات الحشد الشعبي تقع تحت إمرة وقيادة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الذي منعها من المشاركة في المعركة، وهي ملتزمة بأوامره.
الكولونيل كريس غارفر، المتحدث باسم التحالف الدولي، قال إن الغارات الجوية الأمريكية هي فقط لدعم وإسناد القوات العراقية، وإن هذه الغارات ستتوقف إذا ما تدخلت المليشيات في المعارك، مبيناً أن القوة الوحيدة التي يمكن أن تُدعم -غير الجيش العراقي- هي المليشيات العشائرية السنية التي تقاتل مع الجيش العراقي.

غير أن تصريحات غارفر لا يبدو أنها مقنعة للعديد من العراقيين، وخاصة السنة، فهم يرون أن الولايات المتحدة متحالفة مع إيران والمليشيات لاستعادة الفلوجة، والدليل أن إيران أرسلت مستشارين إلى أرض المعركة، على رأسهم قاسم سليماني، زعيم فيلق القدس الإيراني.