أخبار الآن | بيروت – لبنان – (تريسي أبي انطون) خاص

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال أخبار الآن التقت بعض الأطفال الذين اضطرتهم الظروف أن يتسولوا و يتسربوا من مقاعد الدراسة لتأمين لقمة عيشهم.

سرقتِ الظروفُ طفولتـَهم وحمّلتهم مسؤوليةَ الحياةِ باكرًا. أطفالٌ في الشوارع، يتسوّلون لقمةَ العيش، يتسرّبون من صفوف الدراسةِ إلى مِهنةٍ أو صَنعةٍ تدرُّ عليها ما تيسَّرَ من النقود.

ظاهرةُ عِمالةِ الأطفالِ لا تسلمُ منها المِنطقةُ العربيةُ وتعززُها الازماتُ والصراعات. وفي عُمقها، أطفالٌ يحاربون أشعّةَ الشمس، وأخطارِ الطرقاتِ والسياراتِ، توسَّلا للمال. وآخرون بصبحون عُرضةً لمهن خطيرة، من دون تأمين أو رأفةٍ، فيُعرّضون أجسادَهم الطرية لقساوة العملِ والظرف.

هؤلاءِ العمالُ الصغارُ يبلغون من العمر ما بين ستِّ سنواتٍ وسبعَ عشْرةَ سنة . فالأطفالُ حتى الحادَية عشْرةَ من أعمارهم تجدُهم يتسوّلون في الشارع، أو يمارسون مَهامَّ قد لا تناسبُ قدرتَهم الجسدية. أما الجزءُ الثاني فيتولى مسؤولياتٍ أكبرَ، وتجدُه في الحقول والمصانعِ والمِهن الأكثرِ صعوبةً ، فتكونُ مَهامُّهُ أقسى.

مؤلمٌ أن يكونَ الطفلُ المعيلَ الوحيدَ لأسرته، لكنْ أن تتحوّلَ العِمالةُ حقًا في نفوس الأطفال، فهذا أسوأُ وجوهِها.

وهذا أصعبُ التحدياتِ لمنظمة الأممِ المتحدةِ للطفولة، أن تعيدَ الأطفالَ إلى مقاعدِ الدراسة. لكنَّ مستوى المُعوِّقاتِ يرتفعُ كلّما زادَ الفقر وكلما زادتْ حاجةُ العائلاتِ لعمل أطفالِهم.

عملُ الأطفالِ له بيئةٌ حاضنةٌ لا تخضع للرِّقابةِ والتفتيشِ ، وهذا ما يُنذرُ باستفحال الظاهرة.

في اليوم العالمي لمكافحة عملِ الأطفال، تعلو الأصواتُ من كل حدَبٍ وصوبٍ، للرأفة بالبراءة التي تتحوّلُ في الشوارع كآبةً وحزنًا وقسوةً، ولتحصينِها بالعلم والأمانِ من أجل طفولةٍ فُضلى.