أخبار الان | طهران – ايران – (حصري)

 

تطالب المرأة الايرانية بمزيد من تفعيل دورها في الحياة السياسية والاقتصادية, خاصة أنها تسعى دائما لإثبات ذاتها في كافة المجالات إلى جانب الرجل. غولروخ بحري سيدة أعمال ايرانية التقاها مراسلنا في جمعية مهربانة، حيث تتابع في حديثها لنا عن التحديات والصعوبات التي تحاول تذليلها أمام المرأة وعن أمنيتها في تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في إيران.

في المجتمع الإيراني. المرأةُ نشيطةٌ وفاعلةٌ جدًا في المجتمع الإيراني، وهذا النشاطُ يشيرُ إلى وجود كثيرٍ من المشاكل التي تواجهُها على صعيد الأمنِ المِهْني والقضايا القانونيةِ والمساواةِ معَ الرجل وحتى على صعيد القضايا الأسرية فالمرأةُ عندما تُطلَّقُ لا تتمتعُ بحقوق مساويةٍ للرجل وإذا أردنَ بَدءَ عملٍ أو نشاطٍ ما فسوف يكونُ من الصعب عليهن فعلُ ذلك والدخولُ إلى مجال ريادةِ الأعمال. 

تابع أيضاً:

المرأة الايرانية تسعى لتحقيق وجودها في الحياة الاقتصادية والسياسية
صندوق النقد يرى ان لدى ايران "فرصة فريدة" لاعادة اطلاق اقتصادها
اقتصاد ايران بين خشية المصارف ورغبة المستثمر​
مؤسسات مالية عالمية ترفض التعامل مع إيران خشية تمويلها للإرهاب​

تتمثلُ أعمالُنا في جمعية مهربانه في توفير هذا الجوِّ للمرأة ، خاصةً التي تعاني مشاكلَ وصعوباتٍ في المجتمع أو تقطنُ في أماكنَ بعيدةٍ ونائيةٍ حتى تتمكنَ من ممارسة هذه الأعمالِ عن بعد وتتمتعَ بالدعم المالي. أعتقدُ أن الأهمَ من كلِّ شيءٍ هو حضورُ المرأةِ ومساهمتُها في المجتمع. 

فعلى سبيل المثال لا يتسنى لبعض النساءِ أن يذهبنَ حتى لممارسة الرياضة وفي كثيرٍ من المناطق لا يمكنُ للنساء الذهابُ إلى العمل ولا يسمحُ لهن بذلك ،  وأعتقد أننا نضيعُ بذلك فرصةً كبيرةً حيث يمكنُنا أن نستَفيدَ من المرأة في كثيرٍ من المِهنِ لكي نحققَ التنميةَ والتقدمَ الثقافيَّ والاقتصاديَّ في المجتمع ونحن الآن نفقدُ هذه الفرصة. 

أمنيتي كامرأة، امرأةٍ إيرانية هي أن أتمكنَ من رؤية النساء في بلدي يُعلِنَّ عن وجهات نظرهن وهن واثقاتٌ بأنفسهن من دون أن يخشينَ أن يتسببَ لهن أحدٌ بسوء ومن دون أن يخشينَ الأذى ومن دون أن يعتريَهُنَّ هذا الخوفُ لكي يقدرنَ على التكلم بحرية ولا يشعرنَ بأنهن على خطأٍ أو أنهن يرتكبنَ ذنبًا. 

أتمنى أن أرى إيرانَ خاليةً من أيِّ تمييزٍ جنسي، خاليةً من التمييز بين الرجلِ والمرأة، فكلنا بشرٌ ويجبُ أن ننظرَ إلى بعضِنا بعضًا كبشر من دون أن نتوقعَ من بعضِنا بعضًا أن يقولَ أحدُهم، على سبيل المثال أنا أفضلُ منكِ أو أنكِ أقلُ مني مستوىً، أتمنى أن ننظرَ إلى بعضِنا بعضا بعين المساواة أن ننشرَ هذه الثقافةَ وأن نكونَ مستعدين للعمل نت أجل بعضِنا بعضًا لكي نتقدم. 

أعتقدُ أن إيرانَ لم تتمكنْ حتى الآن من توطيد علاقاتِها جيدًا مع الدول العربية وهي الآن بذلك تفقدُ فرصةً جيدةً لكي تنمي نفسَها، والدولَ المجاورة، أعتقد أنه إذا حدث ذلك وتمكنا من توطيد علاقاتِنا بهذه الدول العربية ليس من أجل أننا على دين مشترك بل بسبب الثقافةِ المشتركةِ بيننا والإدراكِ المتبادل. 

أعتقد أننا إذا تمكَّنا من توطيد هذه العلاقاتِ وبلغنا مستوىً متعادلاً من المطالب فسوفَ يكون ذلك نافعًا للتنمية المتبادلة.

أعتقد أن هناك قضيةً جِديةً ليس فقط في إيران بل في كل الدولِ وكلِّ الشعوبِ التي تعتقدُ أنها مميزةٌ وأفضلُ من غيرها ، وأن لا أحدَ يفكرُ مثلُها، فالشيءُ الأهمُ الذي سيحدث هو أنها ستبقى وحيدةً في المِنطقة ولن يتعاملَ معَها أحدٌ ولن يكونَ أيُّ بلدٍ آخرَ مستعدًا لتبادل علاقاتِ المودةِ معَها ومساعدتِها وسوف تصبحُ وحيدة. ليس من المهم حجمُ المناجمِ والذهبِ والنفط وغيرِها فهي ستنتهي في يوم من الأيام، لكنَّ العلاقاتِ الوديةَ والصداقةَ بين الدول ، فضلا عن  تبادلِ البشر بين الدولِ هي التي ستؤدي إلى تغيير هذه الثقافة وتنميةِ البلدان. 

إننا نفقدُ هذه الفرصةَ في المِنطقة، ولا أقصدُ إيرانَ وحدَها ، وأعتقد أن الدولَ العربيةَ تفقدُ هذه الفرصةَ كذلك ، فكثيرٌ من الإيرانيين يستطيعون إيجادَ هذه الفرصِ في تلك الدول، ولكنْ بسبب بعضِ القوانين  في تلك الدول، فالإيرانيون غيرُ قادرين على الاستثمار فيها أو إطلاقِ فرصِ عملٍ وتجارةٍ جديدة.