يعرف متابعو أفلام الخيال العلمي والإثارة عن سلسلة من أفلام الخيال تُسمى "كوكب القرود" جاءت بنسخ متعددة منها النسخة التي حكت عن تطور القرود وسيطرتها على كوكب الأرض بعد قدومها من كوكب آخر، لتبدأ تطهير الأرض من جنس الإنسان الذي يبدو أنه صار عبئًا على هذا العالم الأكثر تطورًا، لكن أن يصبح هذا حقيقة فهذا أمر مستبعد، على الرغم أنه سيظل احتمالاً قائمًا خاصة حين نتعرف إلى تجربة فريدة أجراها علماء وراثة وجينات أجنة من ألمانيا واليابان، حول تطوير القشرة الدماغية لجنين نوع من القرود فيما يتعلق بالذكاء خاصة في اللغة والتعلم.
كانت مجلة "ساينس" العلمية ألقت الضوء على البحث المنشور مؤخرًا حول إجراء تجارب على أجنة قرود خاصة بتطوير جين ARHGAP11B البشري المرتبط بالذكاء وتطوره لدى الإنسان، والذي تمَّ زراعته على نسخ من جنين "قرد القشة"، في محاولة من الباحثين في معهد الخلايا الجزئية وعلم الوارثة معهد ماكس بلانك بألمانيا بالتعاون مع فريق باحثين من معهد المركز الياباني للحيوانات التجريبية، وأظهرت النتائج تطورًا كبيرًا في حجم القشرة الدماغية وارتفاع كبير لمعدلات الذكاء فيه فاق التوقعات، وهو ما وصفته المجلة والمراقبين بالخيال العلمي الذي تحقق، إلا أنه تمّ إيقاف التجارب عند هذا الحد لمعايير أخلاقية وتحسبًا من العواقب غير المحتملة التي ربما يواجهها العلماء.
وطرح البعض العديد من التساؤلات حول ما حدث، وإن كان يمكن أن يتم تطوير تلك التجارب مستقبلاً؟ من يدري ربما ينفلت عيار العلم والبحث ويفعلها، ليتطور ذكاء القرود أكثر وأكثر من الإنسان خاصة في التعلم واللغة، ويأتي اليوم الذي يُعلن فيه حربه على الإنسان ويبدأ سيطرته على الأرض. قال الشاعر قديمًا: "والعلم إن لم تكتنفه شمائل تُعليه... كان مطية الإخفاق... لا تحسبن العلم ينفع وحده... ما لم يتوج ربه بخلاق". فهل تصدق أن العلماء سيتوقفون عند هذا الحدّ الأخلاقي؟ تخيل في رأسك ما يمكن أن يحدث حول هذا السيناريو، والذي تتحول في الأرض إلى كوكب القرود.