يستعد عشاق مراقبة الفضاء في متابعة الظهور الأخير للجسم الغامض "SO 2020"، والذي أطلق عليه العلماء اسم القمر الثاني للأرض في يوم 2 فبراير الجاري، والذي يقترب كثيرًا من الأرض في منتصف المسافة بين الأرض والقمر بمسافة قُدرت بنسبة 58% أقرب إلى الأرض من القمر، وبعدها سيغادر مدار دورانه حول الأرض إلى الفضاء الخارجي للأبد، ليتحول إلى أحد تلك الأجسام الفضائية التي تحوم حول الشمس.
كان علماء الفضاء قد لاحظوا جسمًا صغيرًا سقط في منتصف المسافة بين الأرض والقمر في سبتمبر 2020 الماضي، وظل يقترب في دورانه من الأرض حتى بلغ أقرب اقتراب له في مطلع ديسمبر 2020 الماضي، والذي اكتشف العلماء أنه بقايا صاروخ معزز تم إطلاقه في العام 1966، وهو نفس العام الذي تم إطلاق الصاروخ Centaur فيه وحمل المسبار الأمريكي Surveyor، وظل يقترب من الأرض عدة مرات على مدى عقود، وشغل بال العلماء حتى تم اكتشاف حقيقته في ديسمبر 2020، وأنه الذراع المعزز للصاروخ المُطلق في الستينيات من القرن الماضي.
يُشار إلى أن علماء الفضاء أطلقوا على بقايا الصواريخ التي تسبح في الفضاء اسم "الأقمار الصغيرة" (minimoons)، وسيقوم مرصد التلسكوب الافتراضي (The Virtual Telescope Project) بمتابعة اقتراب هذا الذراع، وسيقوم ببث وداعه للأرض نهائيًا، خلال اقترابه الذي بدأ في أول فبراير، قبل أن ينحرف بعيدًا عن الأرض، ليترك مداره حولها للأبد بحلول مارس القادم، ليتحول إلى مجرد جسم فضائي آخر يدور حول الشمس، وهو ما سيمكن محبي مراقبة الفضاء من مشاهدة هذا الوداع الأخير.