المكياج.. وما أدراكَ ما المكياج، هل تُصدّقُ أنّه وخلال عصر النهضة الإيطالية تمَّ تصنيع بودرة لتفتيح الوجه، أُطلقَ عليها إسم توفانا، هذه البودرة تبيّن لاحقًا أنّها مصنوعةٌ من الزرنيخ، وضعتها النساء وتسببت فيما بعد بقتل 600 رجل اقترب من هؤلاء النّسوة، لكن من أين أتى المكياج في الأصل؟
بالرجوع إلى المصادر التاريخية، فإنَّ أول تسجيلٍ تاريخيّ للمكياج يرجعُ إلى الأسرة الأولى في مصر، يعني نحو ثلاث آلاف سنةٍ قبل الميلاد، حيث كشفت المقابر في هذا العصر عن جرارٍ معطّرة بمادة، كان يستخدمها الرجل والنساء على نطاقٍ واسع للحفاظِ على بشرتهم رطبةً ونضرة، أيضًا زيّنت النساء في مصر عيونهنَّ باللون الأخضر الداكن واستخدمنَ الكُحلى في تغميق الرموش وأعلى الجفن. وظلّت هذه الزينةُ تنقل من جيلٍ إلى جيل حتّى وصلت الرومان، حيث تُظهر المخطوطات انتشراها لديهم بشكلٍ كبير.
الفيلسوف الروماني "بلاوتوس" كتب: "المرأة من غير طلاء أي مكياج مثل الطعام بدون ملح، وعليه استخدم الرمان مستحضرات التجميل على نطاقٍ واسع بحلول منتصف القرن الأول الميلاديّ، استخدموا الكحلى لتغميق الرموش والجفون والطباشير لتبيض البشرة.
في فارس، استخدمتِ النساءُ، صبغات الحِنّاء لتلطيخ شعرهنَّ ووجوههنَّ، اعتقادًا منهنَّ أنَّ هذه الأصباغَ ستُمكّنهنَّ من استدعاءِ عظمةِ الأرض.
خلال العصور الوسطى الأوروبية، كانت البشرةُ الفاتحة علامةً على الثروة، لذلك فإنَّ النساءَ وقتها لم يدخرنا جُهدًا في اتباع الطرق التي تُفتّح وجوهن، في المقابل كان المكياج الوردي يدلّ على أنَّ واضعتَهُ هي من البغايا، أيضًا شيءٌ آخر، تنافست النساء الغنيّاتُ منهنَّ على أحمر الشفاه، حيث أنّهنَّ لوضهنَّ له يُثيتنَ قدرتهنَّ على شراء مستحضرات التجميل الصناعية.
في أوروبا، وخلال عصر النهضة نُظِرَ إلى المستحضرات التجميليّة من عدّة زوايا، فالبعض رأى فيها نمط حياةٍ كالفرنسيين مثلًا، لكن في إنجلترا كانت تمثّلُ خطرًا صحيًّا، أيضًا البعض كانوا يرون أنّها ليست لكلّ النساء، إنّما هي للبغاية فقط، ولكن وإن اختلفت الأفكارُ، فإنَّ معظم النساءِ وضعنَ هذه المستحضرات، ورُغم أنَّ بعضَ هذه المستحضرات، كان حقًّا سامّ مثل كريمات الوجه التي كان بعضها مصنوعًا من الرّصاص، إلّا أنَّ النساءَ بقينَ يستخدمنهُ رغم معرفتهنَّ بهذا الخطر، يفعلنَ أيّ شيء فقط ليظهرنَ جميلات، وبقيت الأمور على هذه الحال حتّى العام 1910، عندما بدأت تظهرُ أشكالٌ جديدة في أدوات ومساحيق التجميل، لكن ما ضاعف هذا التطور هي السينما، حيثُ لفتت هذه المساحيقُ المنتجين السينمائيين وبدأوا يستخدمونها بكثرة بل ويطور البعضُ عليها. وخلال تلك الفترة تمَّ تقديم أول مساحيق مضغوطة، والتي تضمّنت مرآة وبودرة لللمسات النهائية؟
من الثلاثينيات حتّى الخمسينيات من القرن الماضي، أثبتت العديدُ من نجمات السينما أنّهنَّ نمازج المكياج الحاليّ. هل تتذكرون عيون القطط التي رسمتها "أودري هيبورن"؟
مع الستينيات و"الهيبيز"، ظهر مكياج أكثر تحرّرًا من الشفاه البيضاء والعيون المخطّطة.
في عالم اليوم تمتلكُ المرأة فعليًّا المئات والمئات من مستحضرات التجميل للاختيار من بينها، مع مجموعةٍ متنوعة كبيرةٍ جدًّا من الألوان والاستخدامات. وعلى أيّة حال، هل يُبقي المكياجُ النساء جميلات؟ سؤالٌ يتحدّثُ الكثيرونَ عنه، هل يمنعُ شيخوختهن؟ هل يمكن أن يؤخرها؟ يقولونَ إلى حدّ ما نعم، وكما كان الجدلُ حولَ المكياج في السابقِ يبدو أنَّ نفسَ الجدل ما زال موجودًا من اليوم. من ناحيةِ مدى صحيته وجدواه وتأثيره على النفس، أنتَ أو إنتِ ما رأيكم؟ هل أنتَ أو إنتِ من مؤيدي المكياجات؟ ولما ذا؟ .. شاركونا أرائكم حول هذا الموضوع والنتناقش به من جديد.
