يخطو عالمنا المعاصر خطوات وثّابة نحو عالم أكثر رفاهية وسهولة، وتسهم التكنولوجيا والشركات العالمية المنتجة للتكنولوجيا في نقلات حياتية نوعية للبشرية، حتى صار التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي سوقًا، يُشعل التنافس بين الشركات، وكل يوم يقدم سوق التكنولوجيا ما هو جديد في هذا القطاع، رغبة منه في جذب كثير من عملاء السوق عبر العالم كله.
ويُعد الذكاء الاصطناعي أحد أهم اللاعبين الأساسيين في قواعد السوق التكنولوجي العالمي، وما يقدمه من خدمات ذكية، وهو بذلك يفتح آفاقًا جديدة نحو العديد من الاختراعات والاحتمالات، وكان منها ما قدمته تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للمسنين وكبار السنِّ، ولمن يعانون من مشاكل صحية مزمنة، ويحتاجون إلى المزيد من الاستقلالية، إذ ظهر ما يُسمى بالمنازل الذكية، والتي ستدار من أنظمة سحابة إلكترونية يتحكم فيها الذكاء الاصطناعي، كما أنها أدخلت مصطلح "الرعاية الشاملة" داخل تلك البيوت، وجعلته حيز التطبيق في العالم الرقمي والذكاء الصناعي عبر تلك التقنيات التي توضع في تصميمات منازل اليوم، والتي تسمح بمد يدّ المساعدة لهؤلاء من سكان تلك البيوت الذكية.
ويضم تصميم تلك المنازل مجموعة من التقنيات الحديثة مثل المرايا التي تقوم بعمل القياسات الأساسية للإنسان كقياس ضربات القلب، ومراقبة حدقة العين، وقياس الضغط، وكثير من المشكلات الصحية، ثُمَّ تقوم بتخزينها وإرسالها إلى الطبيب المختص بالساكن أو تمرر ذلك إلى أحد أفراد الأسرة ممن يتولون رعاية الشخص. ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل يمكن باستخدام الصوت التحكم في عمليات فتح وغلق الأبواب والنوافذ، كما يمكنها أن تقارن السلوكيات اليومية وتحللها بما يسمح لها باكتشافات مبكرة لبعض أمراض الشيخوخة كالخرف عند تبدل السلوك اليومي المعتاد.
وتشكل الزيادة السكانية لأعداد المسنين في أوربا واحدًا من تحديات القارة الأوربية بل والعالم كله، وهو ما يسبب ضغطًا على البنية التحتية لكثير من المستشفيات ودور الرعاية، وبالتالي فإن امتلاك تلك المنازل الذكية سوف يسهم في تخفيف هذا الضغط المتزايد خاصة في أوقات مثل التي تعانيها المستشفيات في ظل ضغوط جائحة فيروس كورونا المستجد. وقد أكد أساتذة جامعيون متخصصون على أن مثل تلك التقنيات ستساعد كثيرًا في معرفة البيانات عن حالات السقوط التي كانت تفتقر في الماضي إلى البيانات والصور أو مقاطع الفيديو للمسن أو المريض الذي سقط في البيت وحده.
يُذكر أن شركة هواوي منذ قرابة عشرين عامًا، تتعاون مع الجامعات وشُركاء آخرين، وتعمل عن كثب لأجل التسويق والتمكين لتقنيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الـ(فايف جي) داخل البيوت، بهدف مساعدة القطاعات الصحية المرتبطة بالمنازل الذكية، ويبدو أن ثمة تنافسية عالية داخل أوربا في ذلك القطاع.