جعل الله-سبحانه- الحرم المكي آمنًا للناس، لا يُفزعون فيه متى دخلوا، ولمكانته وحرمته يلقى تقديسًا عظيمًا في نفوس المسلمين حول العالم، وما يحدث حوله أو داخله يأخذ قلوب أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض، وتظل ذكراه عالقة في أذهان رواده خاصة من خارج المملكة السعودية، يعودون إلى بيوتهم يحكون عن الصفاء الروحي والسكينة ما استطاعوا إلى وصفها سبيلاً، ولذلك يتابع المسلمون كل ما يتعلق به بقلوب محبة فياضة بالشوق والحنين، وهو ما جعل الأنظار تتجه نحو الحرم المكي في الليلة الفائتة حين وقعت حادثة هي الأولى من نوعها على مرّ تاريخه.
كان رواد السوشيال ميديا تداولوا مشهدًا يصور لاقتحام سيارة مسرعة الحرم المكي، متخطية الحواجز الأمنية واحدًا تلو الآخر، حتى اصطدمت بأحد الأبواب، ليتم محاصرة السيارة في الحال من حراس الحرم المكي على الفور، وكان سلطان الدوسري المتحدث باسم إمارة مكة، غرَّد في وقت سابق الليلة الفائتة على تويتر قائلاً: "الجهات الأمنية تباشر حادثة ارتطام مركبة بأحد أبواب المسجد الحرام نتيجة انحرافها أثناء سيرها بسرعة عالية بأحد الطرق المحيطة بالساحة الجنوبية للحرم، ولم يُصب أي شخص بأذى، المقبوض عليه مواطن بحالة غير طبيعية، وجارٍ إحالته للنيابة العامة".
وأضاف المتحدث الرسمي لإمارة مكة؛ أنه وعلى ما يبدو أن الرجل الذي يظهر بالحادث وبعد القبض عليه تبين أنه مواطن سعودي لكنه شخص غير طبيعي على ما بدا، وأضاف كذلك؛ أنه تمَّ إحالت المتهم للنيابة العامة. ويُذكر أن السيارة ارتطمت بالباب رقم 89 المغلق بالحرم المكي حسب ما علق به رواد التواصل الخبيرون بالمسجد الحرام، وأن الحادث وقع من دون حدوث أية إصابات. وظهرت مقاطع فيديو تالية لذلك المقطع، وقد ظهر فيها المقتحم سائق السيارة، ممددًا على الأرض بينما كانت قوات الأمن تقوم بتقييد يديه، تمهيدًا لنقله لمباشرة التحقيق معه.
