يعزي كثيرون قصر القامة أو طولها إلى العوامل الوراثية والجينات التي يرثها الأبناء عن آبائهم، إلا أن دراسات حديثة هولندية، بريطانية أثبتت بعد تحليل بيانات أكثر من 65 طفل ومراهق حول العالم، أن نمط التغذية في السنوات الخمس الأولى، ونمط التغذية يُعد عاملاً من العوامل المؤثرة بشكل كبير على قصر القامة، وذلك بالاعتماد على تحليل بيانات دراسات تمت على الأطفال والمراهقين ما بين العامين 1985 و2019 قامت بتتبع بيانات أكثر من ألفي طفل ومراهق، خلصت إلى الدور الهام الذي تلعبه التغذية وأنماطها حول طول القامة أو قصرها وكذلك امتلاء وكتلة الجسم.
كانت تلك الدراسة أثبتت أن هؤلاء الأطفال والمراهقين يمكن أن يفقدوا 20 سم من أطوالهم نتيجة سوء التغذية وأنماط التغذية غير الصحية، وهو ما أثبت أن طول الأطفال والمراهقين في سن التاسعة عشر في هولندا وبعض المناطق يزيد عن طول القامة لأقرانهم في جنوب شرق آسيا وبعض بلدان شرق إفريقيا وبنغلادش. فقد بلغ طول الأطفال الهولنديين من مواليد العام 2000 حين وصلوا العام 2019، قرابة (183.8 سم) في حين أن أطفال تيمو الشرقية بلغوا طول (160.1 سم)، ما يعكس أثر نمط التغذية على هؤلاء الأطفال والمراهقين.
ويقر الباحثون بأثر الجينيات الوراثية في ذلك، لكنهم يؤكدون على أن أعداد السكان وأنماط التغذية تلعب دورصا مهمًا لا يمكن إغفالهم، إلى جانب اعتبار طبيعة البيئة التي يعيشون فيها، وكانت الباحثة أندريا رود ريغرز في جامعة إمبريال كولدج البريطانية، أكدت في هذا الصدد أن نمط التغذية للأطفال قبل حتى سن الخامسة يمكن أن يؤثر على طول حياة الطفل، وتظهر نتائجه على الجسد في مراحل عمرية متقدمة.