أن تكون مسؤولاً في بلد من البلدان، يعني أن تنتبه إلى كل ما تقوله خاصة أمام الشاشات وفي المؤتمرات والمقابلات الصحفية، إذ يمكن تصيد الأخطاء من خلال بعض العثرات أو "زلات اللسان" على حد وصف البعض، وهو ما وقع به وزير الداخلية اللبناني "محمد فهمي"، بعد تصريح أدلى به خلال لقاء تلفزيوني، أثار حفيظة الداعمين لحقوق المرأة والجمعيات النسوية، إذ قال في نهاية إجابته عن سؤال يتعلق بالإغلاق العام وتعليق خدمات الدليفيري للطعام في ظل جائحة كورونا، فقال "يطبخوا شوية النسوان".
كانت جملة الوزير اللبناني بمثابة مفتاح لباب الترند اللبناني والعربي أمام اسم الوزير والفيديو الذي حمل تصريحه، ليشن رواد السوشيال ميديا -خاصة من النسويات- هجومًا حادًا على التصريح، خاصة أنه يجيء من وزير في بلد يُذكر أنها واحدة من أكثر المجتمعات العربية انفتاحًا وتفهمًا لدور المرأة، وهو ما جعل هؤلاء من الغاضبين يُشيرون إلى أن مثل هكذا تصريحات من شأنها تدعيم نظرة المجتمع "الذكورية" إلى عمل المرأة، كما أنها تقوم بتسطيح عمل المرأة بشكل عام.
جاءت جملة الوزير تلك خلال التصريحات التي أدلى بها في لقاء تلفزيوني حول الإغلاق التام على إثر أزمة كورونا ووتزايد أعداد المصابين بالفيروس، وسط الأوضاع اللبنانية المتردية خاصة في القطاع الصحي الذي يعاني من ضغط هائل يضعه على شفير الانهيار الكامل والعجز عن مواجهة تفشي كورونا المستجد الذي استدعى الإغلاق التام لكثير من المناطق في لبنان، في محاولة مستميتة من السلطات الصحية اللبنانية للسيطرة على تفشي الوباء. وأكد الوزير خلال اللقاء على أن الإغلاق التام من شأنه أن يكون حلاً ناجعًا لمساندة القطاع الصحي العاجز في ظل أزمة لبنان الاقتصادية الطاحنة.