يتميز الإنسان عن الحيوان أنه كائن مدرك للسياق، يعرف عن الحدود الشخصية أكثر من معرفة حيوانات الغابة، والتي تحترم في بعض الأحيان خصوصية غيرها من الحيوانات، إلا أنه ومع الانتشار الواسع للتكنولوجيا تمكن بعض الأشخاص الموتورين، وأصحاب العقد النفسية من الوصول إلى الشخصيات العامة، وخلع عقدهم وأفكارهم الشاذة على الجميع، دون احترام لأي سياق، حتى لو كان الموت ذاته، ليسقطوا في هوة أخلاقية تتدنى فيها سلوكياتهم إلى حد النفور منها.
كانت الفنانة المصرية القديرة سوسن بدر، والفنانة الشابة رانيا يوسف، قد قامتا بكتابة نعي خاص لرحيل المخرج السوري حاتم علي، تنعيان فيه الراحل وتعزيان أسرته وأحبابه، وتؤكدان على اعتزازهما بالعمل معه، وما مثله موته من خسارة فادحة للفن العربي بشكل عام، ليقوم بعض المتابعين بشكل صلف لا ذوق فيه بردود عجيبة لا تتناسب وسياق النعي ولا تحترم مهابة الموت إلى الدرجة التي تمنوا فيها الموت لهما، في ردود تنم عن عقدهم النفسية وأفكارهم الشاذة المتطرفة التي لم تحترم أو تقدر جلال الموقف.
يُذكر أن الفنانة سوسن بدر ردت بهدوء وكياسة على هذه التعليقات السخيفة مؤكدة أن الموت يكون في كثير من الأوقات رحمة ولطفًا من الله سبحانه، ثم ناشدت متابعيها بالإبلاغ عن تلك الصفحات لإغلاقها، بينما ثارت رانيا يوسف غاضبة، وردت بنشر صور التعليقات موضحة أنها تتعرض لمثل تلك الإساءات بشكل مستمر ودائم.