تشكل التكنولوجيا في حياتنا نقلة نوعية على كافة المستويات، كان منها مجال التواصل وتبادل المعلومات، والتي صارت أسهل بكثير مما كانت عليه الحياة قبل 30 عامًا، إذ لم تكن أجهزة الهاتف المحمول الذكية قد بدأت بالظهور، إلا أنها وبعد انتشارها صار هناك ما يُسمى بـ"إدمان الهاتف المحمول"، وقد نبهت دراسات مؤخرًا إلى واحدة من العادات التي لا ننتبه لها، والتي ربما تكون من محفزات الإصابة بأمراض دماغية خطيرة كالسرطان، وهي عادة ترك الهاتف المحمول إلى جوارنا، أو وضعه قريبًا من الرأس خلال النوم.
كانت الدراسات قد نبهت إلى أن البعض يخشى تفويت مكالمة هامة، أو يقوم باستخدام منبه الهاتف للاستيقاظ مبكرًا، وهو ما يدفع معظم الناس إلى وضع هواتفهم في أماكن قريبة من مكان النوم، إلى منضدة ضغيرة قرب السرير أو حتى إلى جوارهم على سرائر النوم، وهو ما يمكن أن يتسبب في خطر الإصابة بالأشعة التي تطلقها الهواتف المحمولة، مسببة بعض الأمراض الدماغية والسرطان، وربما ذلك ما يدفع البعض إلى تحويل الهاتف إلى وضع الطيران اعتقادًا أن ذلك كاف للحماية من هذا الخطر.
يُذكر أن الباحثين في جامعة "آخن" الألمانية قد أكدوا احتمالية خطورة الأشعة التي تنبثق عن الهواتف المحمولة على الرغم من عدم الحسم النهائي حول علاقة تلك الأشعة بالسرطان، لكن نصحت الدراسات أن يتم إغلاق الهاتف تمامًا عند النوم، في إشارة إلى أن وضع الطيران يقلل فقط من انبعاث تلك الأشعة ولكنه لا يوقفها.