شغل الفضاء وما يحتويه من نجوم وكواكب ظاهرة لنا في السماء، بال البشر منذ فجر التاريخ، وما بين إمكانية وجود كائنات حية أخرى عاقلة في هذا الكون الفسيح، وما بين وجود أكوان أخرى موازية، انشغل العقل البشري على مر تاريخه، إلى الدرجة التي نجد في بعض حكايات ومرويات المثولوجيا (الأساطير) كثيرًا من الحكايات التي تؤكد وجود عوالم أخرى غير عالمنا، ومنها ما راح أبعد من ذلك إلى حد الزعم بوجود أنفاق زمنية يمكن العبور خلالها نحو أكوان موازية أخرى، وهو ما استغلته أفلام الخيال العلمي كثيرًا وروجت له.
وكان علماء الفلك في الفترة الأخيرة ناقشوا بقوة وجود الثقوب الدودية خلال المجرات، ومنها مجرتنا درب التبانة، وبدأ الجميع يتحمس لما يُعرف بجسور "أينشتاين – روزن" في إشارات إلى الاحتمالات التي وضعها هذان العالمان في نقاشاتهما العلمية، وافتراضهما وجود تلك الجسور الزمنية بين الأكوان والمجرات، لكن أينشتاين شكك في إمكانية عبور الإنسان لها، وهو ما أثبت عكسه البروفيسور هوان مالداسن من معهد الدراسات المستقبلية، وأليكسي ميليخين، زميله من جامعة "بريستون"، إذ أثبتا أن الإنسان يمكن له العبور خلال ثقوب دودية فضائية للانتقال بين الأكوان أو المجرات الموازية، وأكد العالمان إمكانية ذلك حيث ضغط الجاذبية لن يزيد عن (20 g) لمدة ثوان فقط في مجرى الممر بقطر 1500 كيلومتر.
يّذكر أن العالمين الفائزين بجائزة نوبل عام 2020، أخذا الجائزة لاكتشافهما الجرم الكوني المسمى "القوس آ"، والذي أعلن عنه باعتباره ثقب أسود كبير في مجرة درب التبانة، وهو ما تحدث عنه علماء آخرون باعتباره نفق زمني أو ثقب دودي يمكن للبشر العبور من خلاله والانتقال إلى عوالم موازية وأكوان أخرى.