أخبار الآن | القاهرة – مصر – (محمد حلمي

 في مصر، و رغم التشريعات القانونية التي تجّرم عمالة الأطفال، يظل وجودهم في سوق العمل أمرا معتادا، مراسلنا من القاهرة، محمد حلمي، يلقي الضوء على وضعية عمالة الأطفال هناك.

هذا هو الحال اليومي للصبي كامل محي الدين، البالغ من العمر 16 عاما. يذهب ستة أيام في الإسبوع إلى ورشة لإصلاح السيارات يعمل هناك إثنتي عشرة ساعة يوميا، ترسم خلالها عوادم السيارات تفاصيل يومه.

كامل إضطر لترك دراسته ، وهو في عامه الأول الإعدادي. أراد كامل حياة مختلفة عن التي يعيشها اليوم، و لكن كما يقول، ما الذي رماك على المرار؟، بالطبع ما هو أمر منه!"

كامل محي الدين – فني اصلاح السيارات : " إضطررت لترك المدرسة، أعمل إيه؟ البيت محتاج فلوس، و أنا هنا أساعد أهلي".

هنا في مصر، البعض ينظر إلى عمالة الأطفال باستعلاء، فيما يشفق عليهم آخرون، و لا يعدها البعض الأخر مشكلة أصلاً،  في ظل صعوبة الأوضاع الإقتصادية و إرتفاع معدلات البطالة والفقر.

محمد السيد – صاحب ورشة إصلاح سيارات : " بنعلم الطفل ده مهنة يأكل منها عيش بدلا من الانحراف".

ذلك الصبي يعد نموذجا من إثنين مليون طفل عامل في مصر تتراوح أعمارهم بين 5 و 17 عاما، طبقا للتقرير الأخير للجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء، (فيما تكشف تقديرات منظمة العمل الدولية العام الماضي أن هناك طفلا من بين كل عشرة أطفال في العالم، منخرطون بالعمل، منهم 85 مليونًا يؤدون أعمالا محفوفة بالأخطار). الخبراء أشاروا إلى أن عدم قيام مؤسسات الدولة بتنفيذ التشريعات الخاصة بتجريم عمالة الأطفال تزيد من فداحة المشكلة.

أحمد مصيلحي – رئيس شبكة الدفاع عن الطفل: " الدستور المصري جرم عمالة الأطفال، و هناك قانون للطفل في مصر، مؤسسات الدولة و منها وزارة القوى العاملة لديها مكاتب في كل المحافظات، هذة المكاتب لا تعمل و لا تراقب و هذا يزيد من فداحة المشكلة، هذا الغياب يأتي معه غياب مظلة اجتماعية تحمى الطفل حتى يبلغ السن الأدنى للعمل". 

Standupper: وسط هذة التحديات، الواقع يقول إيضا ان عمالة الأطفال تراجعت عالميا بواقع الثلث منذ عام 2000 طبقا لتقارير منظمة العمل الدولية. هناك تقدم إذن ، يظل بطيئا، ويمكن اسراعه بتقديم دعم فوري للأطفال المحتاجين له.

د. رباب الحسيني – أستاذ علم الإجتماع بالمركز القومي للبحوث الإجتماعية و الجنائية