أخبار الآن | بابل – العراق (أحمد الحسناوي)

بعد مرور أكثر من عام على إحتلال داعش للموصل وتشريده لأهلها، لا تزال الجرائم المتواصلة التي يرتكبها بحق الأهالي عالقة في ذهن من هرب منهم، أم محمد الموصلية، هربت مع أولادها، وبينهم طفل معاق، من بطش داعش في الموصل، بعدما قتلوا زوجها، لتترك كل شيء لها في مدينتها، وتمسي نازحة تبحث عن من يؤويها، تفاصيل أوفى عن قصة أم محمد في تقرير مراسلنا أحمد الحسناوي. 

بعباراتٍ يغلُبُ عليها الأسى، تتذكرُ أمُ محمدٍ الأسبابَ التي دفعتْهَا إلى الهربِ من مدينـَتِها الموصلِ. مشاهدُ القتلِ والتنكيلِ لم تغبْ عن مخيلَتِها، والأحداثُ التي رافقتْ إحتلالَ داعشْ لمدينتِها.

تقول أم محمد: "لقد عشنا مأساة حقيقية. وحتى الذي لا يمتلك راتباً واجه نفس المأساة في ظل إنعدام الوجبة الغذائية. الأجواء باردة في الموصل يرافقها غياب مادة البنزين والغاز. اذ وصل سعر قنينة الغاز الواحدة الى 70 الف دينار. الامر الذي جعل الامر يزداد سوءا لمن دخله محدود. وهناك من الناس من  إضطروا الى العمل مع داعش" 

طمعُ داعشْ بالمالْ، وإستغلُاله لاحتياجاتِ الأهالي، فضلاً عن تردي الأحوالِ الإقتصاديةِ في الموصلِ المحتلةِ، والإنتهاكاتُ المتواصلةُ من قبلِ مسلحي داعشْ بحقِ النساءِ والأهالي، جعلت من الحياةِ مستحيلةً في الموصلْ، ما حَدا بأمِ محمد وغيرِها للتخلي عن ما بقي لهم في المدينة والنجاةِ بأرواحِهم.

وتضيف أم محمد: "بالنسبة لعمليات النهب والسرقة والسلب من قبل داعش فكان من المشاهد الواضحة في الموصل. الأموال والسيارات والبيوت استولى عليها داعش. حتى بناتي لم تسلما من بطش داعش. اللاتي بقين في الموصل. يعتبر لهما قلبي ألما وحرقة. قبل فترة كنت في تواصل مع بناتي لكن سوء الشبكة حال دون معرفة الاخبار من هناك فإنقطعت.

أوضاعنا بعد دخول داعش تحولت نحو الأسوأ. في ساعات الليل المتأخرة هاجرنا وتركنا البيوت والأموال وكل شي بقي هناك حتى بناتي." 

حياةٌ قاسيةٌ تعيشُها أم محمدْ، إذ لا يوجدُ لها ولإبنِها المعاقِ مصدرُ دخلٍ سوى ماكينةُ خياطةٍ، حصلت عليها من المحسنينَ، بعدما تكفلتْ الجمعياتُ الأهليةُ بإيوائِها مع مجموعةٍ من النازحينَ في مجمعاتٍ سكنيةٍ مؤقتة.

وختمت أم محمد: " هذه ماكنة الخياطة حصلت عليها كهدية من أحد المحسنين دعماً لي ولإبني المعاق. أعمل عليها لغرض تأمين لقمة العيش لاسرتي.

والدهم كان طيبا ذو أخلاق عالية. لكن للأسف قتل على يد التنظيم فبقينا وحدنا اليوم. "

ولا تزال أم محمد غير قادرة على الإتصال بذويها العالقين في مدينة الموصل.