أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا (عماد كركص)

مؤسسات الدولة السورية التي لطالما عمد النظام على إضعافها، وحاول اللعب بورقتها خلال كل جولات التفاوض من أجل حل في سوريا، تتعهد المعارضة السورية بالحفاظ عليها وحمايتها، في حالة أيه تسوية سياسية تعمل على إحلال السلام في سوريا، والذي لا يزال الأسد وداعميه ومماطلتِهم عائقا دونه.

طول خمسة عقود عمد نظام الأسدين الأب والأبن، على إضعاف مؤسسات الدولة السورية وإنهاكها على حساب تقوية نظامهما والمؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة له، بهدف حماية النظام فقط. 

تابع ايضاً:
كيف سلم الأسد سوريا لروسيا وإيران؟
الجبير: إذا لم يستجب الأسد لمطالب الهدنة يتعين التفكير في بدائل​
اجتماع دولي في فيينا بشأن سوريا لا يتطرق لمصير الأسد​

ومع اندلاع الثورة السورية في بداية آذار مارس 2011، عمق النظام هذا المفهوم، فازداد الفساد داخل هذه المؤسسات في المناطق الخاضعة لسيطرته، واستهدف بناها التحتية والمنشآت الحكومية في المناطق الخارجة عنها، إلا أن المعارضة السورية تصر وتتعهد بحمايتها والمحافظة عليها، ولاسيما في المرحلة التي تتزامن مع رحيل الأسد. 

وعن ذلك قال عبد الحميد تمو عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة لكاميرا أخبار الآن: "المعارضة قادرة على حماية مؤسسات الدولة، ودليل ذلك أنها تطالب بهيئة حكم انتقالي تدير كافة مؤسسات الدولة، وذلك بمشاركة جزء من أفراد في النظام السوري، شريطة أن تكون أيديهم لم تتلطخ بدماء السوريين، وكل ذلك للحفاظ على هذه المؤسسات وعلى وجه الخصوص الجيش الشرطة".

إنهيار مؤسسات الدولة تدريجياً، ومنذ خمسة أعوام وحتى اليوم، سببه تعنّت النظام ومماطلته لكسب الوقت في حربه ضد السوريين المنتفضين بوجه الأسد، والذي يعد العقبة الأكبر – هو وحلفاؤه – أمام مسار السلام في سوريا، أو أي مباردة من شأنها إنهاء الحرب، منذ جنيف(1) 2012 وحتى جنيف 3 بجولاته المتعددة، بحسب مراقبين . 

المفكر الفلسطيني (سلامة كيلة) قال لأخبار الآن: "في المرحلة الأولى من عمر الثورة كانت إيران هي التي تقرير وتمسك بالقرار السياسي للنظام، ومن ثم تحول الأمر إلى روسيا بعد تدخلها العسكري، ولذلك فإن من يعطل المفاوضات هم الروس ومعها أيران التي لا تريد أصلاً أي حل سياسي، وهم حل يريدون حل سياسي قائم على مبادئ جنيف 1 والتي تقتضي تشكيل هيئة حكم انتقالي، وهذا واضح من الوفود التي يرسلها النظام، لأن النظام لن يرسل وفد يفاوض على إزالته، وبالتالي وفده يلعب بالوقت لأكبر فترة ممكنة". 

أما الدكتور محمد جمال طحان وهو باحث وكاتب سوري فقد رأى: "ضمن كل محادثات السلام التي تجري، دائما كانت المعارضة ووفودها ومكوناتها تسعى للسلام من خلال المفاوضات، لكن الأسد لا يريد و هو يماطل فقط". 

ولايزال النظام يستمر بحملاته العسكرية مستهدفاً السوريين ومنازلهم ومؤسساتهم الحكومية، ولايزال حلفائه يحاولون خلط الأوراق في سبيل إبقاء الأسد على رأس السلطة أطول فترة ممكنة، وتجلى ذلك خلال الإجتماعات الأخيرة للمجموعة الدولية في فيننا، حيث نجحت إيران وروسيا، بترحيل البحث في مصير الأسد، مع تحديد موعد جديد لبدء جولة أخرى من المفاوضات، والتي لا يأمل منها السوريون حلا يرضيهم، إن لم يكن رحيل الأسد على أولوياتها.