أخبار الآن | إدلب – سوريا (إيهاب بريمو)

تعتبر محافظة إدلب من أقدم المدن التاريخية وأغناها بالآثار، وهي تضم جزءا كبيرا من آثار سوريا، وأكثر المناطق الحافلة بالأحداث التاريخية العائدة إلى حقب من الحضارات المتعاقبة منذ الميلاد في تل عين الكرخ  مروراً بمملكة إيبلا والحقب الحثية "آرامية – آشورية – يونانية" ورومانية– بيزنطية  حتى العصور الإسلامية المختلفة، ويتجلى ذلك في أوابدها التاريخية الهامة المنتشرة في المحافظة. حيث يوجد فيها 400 موقعاً أثريا منها حوالي 200 تلاً أثرياً.

قلعة سمعان في مهب صواريخ الأسد

استهدف الطيران الحربي قلعة سمعان الأثرية، غرب حلب، بعدة صواريخ خلال الأيام الماضية، ما أحدث فيها أضرارًا جسيمة ولم يسجل في محيط القلعة أي وجود عسكري أو معارك خلال الأيام الماضية، بحسب ما قال الناشط "فريد العامر" لأخبار الآن الذي كان موجودًا في المنطقة، وأضاف المنطقة لا وجود لجبهة النصرة فيها. ويصيف "العامر" أن طيران النظام تقصّد قصف الموقع الأثري، في الوقت الذي باركت فيه الولايات المتحدة سيطرة الأخير على تدمر كحامٍ لآثار سوريا.

وفي سياق مواز، قالت السلطات التركية أنها عثرت على قطع آثار تاريخية، أثناء القبض على 12 مواطنًا سوريًا كانوا يحاولون العبور نحو الأراضي التركية بطريقة غير شرعية منتصف شهر أبريل الماضي.

ونقلت وكالة إخلاص التركية، عن قوات الحدود، إنها رصدت المجموعة على مقربة من الشريط الحدودي بالقرب من ولاية هاتاي، ثم أطلقت نحوهم طلقات تحذيرية ليتوقفوا وبحوزتهم آثار تاريخية مختلفة، مؤكدةً أنهم "نقلوا إلى الجهات المختصة التي أعلنت عن انطلاق تحقيق لمعرفة التفاصيل".

وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة "فيتالي تشوركين" قدّر عدد المواقع الأثرية تحت قبضة داعش بـ 100 ألف وأن أرباحه تزيد سنويًا من نشاطات بيعها عن 200 مليون دولار سنويًا، متهمًا المخابرات التركية بتسهيل هذه النشاطات، ومعتبرًا مدينة غازي عنتاب التركية المركز التجاري لبيع الآثار المسروقة من سوريا والعراق.

حملات توعية

حملات توعية من مختصين بالآثار وناشطين يقومون على إبراز أهمية تلك الآثار. وما تزال تمارس عملها إلى الآن وتطمح بتوصيل أهدافها النبيلة في الحفاظ على التراث السوري، من خلال خطة عمل ستقوم بها خلال هذا العام، تتضمن متابعة أعمال التوثيق للأضرار التي لحقت بالآثار والسعي بكل السبل لحمايتها.  

سامر مرادي أحد خرجي كلية الآثار وهو من المشاركين في توثيق الانتهاكات التي تتعرض لها الآثار في سوريا، قال لأخبار الآن: "عملنا يتركز بشكل أساسي حول توثيق الأضرار من قصف وتدمير وتحويل المواقع والمباني الأثرية إلى ثكنات عسكرية. العمل هو ثمرة بعض من المتطوعين والمختصين بالآثار وناشطين يقومون على نشر التوعية وإبراز أهمية تلك الآثار، من خلال خطة عمل ستقوم بها خلال هذا العام، تتضمن متابعة أعمال التوثيق للأضرار التي لحقت بالآثار والسعي بكل السبل لحمايتها وكذلك القيام ببعض الأعمال الإسعافية لبعض المباني فيما لو توافر تمويل لذلك"، موضحًا أن قصف النظام بالبراميل أسفر عن كارثة للتاريخ". وعن حجم الأضرار المتوقعة نتيجة الحرب يقول "مرادي" إن أكثر من 400 موقعا ومبنى طاله الدمار والقصف والنهب .

وكانت المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة لنظام الأسد أكدت أن عدد المواقع الأثرية التي تضررت خلال الربع الأخير من العام 2014، بلغ نحو 167 موقعًا في مختلف المحافظات.

أن استغلال  تجار الآثار الحرب الدائرة حيث أتيحت لهم فرصة القيام بأعمال التنقيب السري، في حين تركت الآثار في مرمى أهالي تلك المناطق لسعيهم لبيعها والحصول على الأموال جاهلين ما تحمله تلك الآثار للتراث السوري.