يعمد كثيرون حول العالم إلى اقتناء الكلاب كأصدقاء منزلية وحيوانات أليفة مشهورة بالوفاء لأصحابها، وكثيرًا سمعنا عن قصص الوفاء تلك، إلى الدرجة التي خلدتها السينما في واحدة من روائعها كان بطلها مجرد كلب. إلا أن الدراسات العلمية الحديثة حول الكلاب جاءت بما لم يكن متوقعًا إطلاقًا لمربي ومحبي الكلاب، والتي أكدت أن الكلاب لا تستطيع بأي حال التمييز بين مؤخرة الرأس البشري وبين الوجه، فلا تعتمد في تواصلها حتى مع أصحابها إلا على حاستي السمع والشم القويتين لدى الكلاب.
وأوضحت نتائج تلك الدراسات أن الكلاب لا تعتمد على الوجوه عندما تكون بصدد التواصل مع البشر ومع الأشياء من حولها، لكن هذا لا يعني أنها تتجاهلها تمامًا، وذلك بحسب ما أوضحه البروفيسور أتيلا أنديكس، المشارك في إعداد دراسة جديدة صدرت عن جامعة "أوتفوس لورانت" المجرية، لصحيفة "الغارديان" البريطانية. والذي أضاف أن أدمغة الكلاب "ليست مصممة للتركيز بشكل خاص على الوجوه". وفي ذات الشأن ولنفس الصحيقة تحدثت البروفيسور صوفي سكوت، مديرة معهد علم الأعصاب الإدراكي في كلية لندن الجامعية، "من المعروف أن الشبكات المختلفة في الدماغ البشري تعالج جوانب مختلفة من المعلومات في الوجوه"، لكن الدراسة أوضحت أن أدمغة الكلاب تعمل بشكل مختلف، فهي "تركز إن كان ما تراه إنسانا أو كلبا، دون تركيز على الوجه"، فعلى ما يبدو أن الحيوانات تأخذ بعين الاعتبار لغة الجسد وتتعرف إلى إشاراته حين التعرف على الغير، وتعتمد في ذلك على حاستي السمع والشمّ في غالب الأحيان، وذلك على الرغم من التعبيرات العاطفية التي تظهرها الكلاب عند رؤية أصحابها.
فهل كنت تُصدق أن كلبك الوفي، أو كلب جارك الشرس لا يمكنه تميز وجهك؟!
