يبدو أن البعض يعلق أسيرًا لأفكار غريبة ما تُسيطر عليه، ليصل الأمر في النهاية إلى التشدد إلى تلك الأفكار مهما كانت غريبة، وهو ما حدث حيال كثيرين حول العالم وخاصة في الولايات المتحدة الأميريكية ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة، والتي سيطرت على أدمغتهم تمامًا فراحوا يصورون الفيديوهات التي تدعم تلك المزاعم، ويقومون بنشرها على منصة اليوتيوب، وهو ما اضطر إدارة المنصة إلى حذف آلاف الفيديوهات المشابهة والداعمة لتلك الفكرة.
كانت بعض منصات التواصل الاجتماعي قامت بحظر فيديوهات ترتبط بمحتوى حركة "كيوأنون" التي تروج لنظرية المؤامرة، وانضم يوتيوب إلى المانعين لهذا المحتوى، موضحًا إنه سيحظر المواد التي تستهدف شخصًا أو جماعة وترتبط بنظريات مؤامرة تستخدم لتبرير العنف، مثلما تفعل حركة "كيوأنون"، والتي يزعم المنتمون لها بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحارب "عصابة من عبدة شيطان يتحرشون بالأطفال"، وهو الإجراء الذي اتخذت إدارة تويتر وفيسبوك خطوات مماثلة من أجل الحدِّ من انتشار الحركة.
وأعلنت إدارة يوتيوب الخميس الماضي في تدوينة جاء فيها؛ "حذف عشرات الآلاف من فيديوهات المرتبطة بحركة كيوأنون وعلق نشاط آلاف من القنوات" بموجب القواعد الحالية للمحتوى، وأشار إلى التحديات الناجمة عن إدارة المحتوى "المُتغير والمتطور" إنه كان من الضروري اتخاذ "خطوة أخرى في جهودنا للحد من الكراهية والمضايقات"، وعادت إدارة يوتيوب لتؤكد على أنه "اليوم نوسع مجال سياساتنا المتعلقة بالكراهية والمضايقات أكثر فأكثر بهدف حظر المحتوى الذي يستهدف فردًا ما أو جماعة معينة بنظريات مؤامرة تبرر العنف".
جاء ذلك بعد الإعلان الذي أصدره مكتب التحقيقات الفيدرالي السنة الماضية والذي يُعد تحذيرًا بشأن "متطرفين محليين يؤمنون بنظرية المؤامرة"، معتبرًا أن حركة "كيوأنون" تمثل تهديدًا محتملاً للسلم الاجتماعي داخل الولايات المتحدة الأمريكية.