يبقى القمر واحدًا من أهم الأجرام السماوية التي ارتبط بها الإنسان منذ وجوده القديم على سطح الأرض، وحاول الإنسان طوال الوقت أن يبقى على اتصال معه دون غيره من الأجرام السماوية، مرة بالخيال ومرات بالعلم والنظريات، ويبدو أن هناك بالفعل علاقة أبعد مما نتخيل، إذ كشفت دراسة أمريكية مؤخرًا عن تأثير دورة القمر على عدد ساعات النوم البشري على الأرض، وربطت الدراسة بين الساعة البيولوجية للإنسان وبين دورة اكتمال القمر.
كان باحثون أمريكيون قد لاحظوا خلال دراسة تحاول الربط بين عدد ساعات النوم ودورة القمر خلال (29.5) يومًا تمثل دورة اكتمال القمر، أن الناس تذهب إلى الفراش متأخرًا في الأيام التي تسبق اكتمال القمر (البدر) بثلاث ليالٍ، وهو ما يجعل عدد ساعات النوم أقل في الليالي السابقة لتكون "البدر"، وتمّ ملاحظة تلك الاختلافات على ثلاث مجموعات خضعت للدراسة والملاحظة في ثلاث مناطق مختلفة، ما بين الحضر والريف ومناطق للسكان الأصليين التي لا تصلها الكهرباء.
وذكرت الدراسة أن الليالي التي يكون فيها القمر مكتملاً، فإن ضوء القمر يعمل مثل أشعة الشمس مما يؤثر على الساعة البيولوجية للجسم، وبالتالي يبقى الجسم متيقظًا، وأوضحت الدراسة أن ذلك يكون واضحًا في المناطق التي لا تستخدم الكهرباء، بشكل أكبر حيث أثرت أطوار القمر على سلوك النوم لدى جميع الخاضعين للدراسة والملاحظة، وأشارت الدراسة إلى أن معدل النوم في المناطق الحضرية يتأثر كذلك على الرغم من ارتفاع معدلات التلوث في الحضر، وذلك بنسبة تصل إلى 50 دقيقة في اليوم الواحد خلال النوم.