أخبار الأن | بابل – العراق (أحمد الحسناوي)

لمواجهة صعوبة النزوح التي يعانيها نازحو المدن العراقية المحتلة من قبل مسلحي داعش، برزت مؤخراً العديد من المشاريع الداعمة للنازحين خاصة النساء اللائي فقدن المعيل. 

ومن بين تلك المشاريع مشروع تمكين المرأة النازحة إقتصاديا وإجتماعيا في مدينة بابل، الذي أعطى فسحة أمل لنساء نازحات ليكون بمثابة محطة الإنطلاق نحو تأمين متطلبات الحياة الصعبة. 

 شهادات تكشف ممارسات الحشد الشعبي بحق أهالي الفلوجة

شيماء …. إمرأة موصلية.. أجبرتها الظروف والأقدار على مغادرة مدينتها الموصل بعد احتلال مسلحي داعش… بين حنين وألم الفراق إكتملت لوحة الغربة ما بعد النزوح الذي ما يزال يشكل في مخيلة شيماء نسيج ذكريات أليمة عاشتها مع أبنائها وهي تصارع تلك اللحظات بين تنكيل وإضطهاد وقتل وترويع على التنظيم.

تقول شيماء: "عندما دخل داعش للموصل، بدأوا يفجرون منازل وبيوت المنتسبين من الشرطة والجيش العراقي، وأذكر جيداً أن أولاد خالتي الخمسه تم قتلهم وتصفيتهم على يد عناصر التنظيم لدى ذهابهم الى مزرعتهم".

وتضيف : "المنظر لحد الآن لا يمكن وصفه عندما خرجنا من الموصل، وتحديداً في السيطرة الرئيسية مع حدود كردستان، كان الوضع في غاية الصعوبة والتعقيد، والأهالي مجتمعين لا يعرفون مصيرهم، فمن حالفه الحظ ركب سيارته ونجا، ومن لم يحالفه الحظ بقي في وسط تلك اللحظات القاسية لمشاهد النزوح المؤلم لنا".

العزلة الإجتماعية كانت صفة مرحلة النزوح لشيماء، واقع في غاية الصعوبة، لكنه لم يدم طويلا فسرعان ما تكشفت أمامها فسحة أمل من جديد من خلال إنخراطها في مشروع تمكين المرأة النازحة إقتصاديا وإجتماعيا ليكون محطة الإنطلاق نحو تأمين متطلبات الحياة.

تقول شيماء أيضاً:
"تمكنا من الهرب من الموصل، أذكر جيداً تلك اللحظات القاسية لمشاهد التنكيل والرعب، بعد نزوحي وإستقراري ها هنا، وجدت نفسي معزولة تماماً عن المجتمع، لكن بفضل الله تعالى وبفضل ما سعت إليه هذه المنظمة إستطعت أن آخذ مكانتي مرة أخرى الى مجال الحياة العامة فكان مشروع تمكين المرأة النازحة إقتصاديا وإجتماعيا متنفسا لي في مواجهة صعوبة مرحلة النزوح، فأصبحت قادرة بشكل جيد على تجاوز هذه المرحلة من حياتي".

أيضا: تفاقم خسائر تنظيم داعش الفادحة في كل من سوريا والعراق وليبيا

يهدف مشروع تمكين المرأة النازحة الى خلق حالة جديدة للنساء النازحات الفاقدات للأمل في حياتهن،  خلاصة تلك البرامج الإنسانية نتج عنها تأهيل تلك النسوة من خلال تمكينهن في مجالات الخياطة والاعمال اليدوية فضلاً عن تطوير المهارات الإدارية.

تقول علياء الأنصاري المشرفة على المشروع ومديرة منظمة بنت الرافدين في بابل: 

"نتعامل مع رجال أعمال ومحسنين في دعم هذه البرامج الإنسانية، بالنسبة للنساء الناجيات من عمليات العنف الإجتماعي، فضلاً عن النساء النازحات اللاتي فقدن أزواجهن، نقوم بتأهيل تلك النسوة من خلال تمكينهن في مجالات الخياطة وأساسيات العمل الإداري وقواعده، فضلاً عن كيفية صناعة المعجنات والمفروشات وأعمال يدوية أخرى، يضاف إليها كيفية إدارة المشاريع الصغيرة الداعمة لهن".

ومع تزايد أعداد الأسر والعوائل النازحة من مناطق سكناها، تزداد المعاناة الحياتية لتلك الشريحة، في ظل غياب الحلول والمعالجات المتمثلة بضرورة الإسراع بتطهير المناطق المحتلة من قبل داعش، كي يتسنى العودة إليها . أمنيات مشروعة يرآها البعض بأنها صعبة المنال لكن تبقى الأيام  القادمة كفيلة بحسم هذه القضية.

أيضا: أم محمد الموصلية.. تفضح داعش بعدما قتل زوجها