جنيف ، سويسرا ، 10 نوفمبر 2013 ، ا ف ب –

عقب إنتهاء المحادثات أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن اتفاقا على الملف النووي الايراني موجود على الطاولة ويمكن ابرامه. واتفق هيغ مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قال إن وجهات النظر بين مختلف الاطراف أقرب مما كانت عليه قبل بدء المحادثات.

ووصف كيري مفاوضات جنيف بأنها كانت عملية وبناءة، كما ضيقت الخلافات بين إيران والقوى الست الكبرى. وأضاف في مؤتمر صحفي بعد المفاوضات بأن تقدما قد تحقق تجاه وقف البرنامج النووي الإيراني الذي يمكن أن يؤدي إلى تصنيع أسلحة نووية. من جانبها أعلنت مسؤولة الشئون خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان المفاوضات لم تسمح بابرام اتفاق وان اجتماعا جديدا حول هذا الملف سيعقد في العشرين من الشهر الجاري.
وحسب الاتفاق، فإن اجتماعا سينعقد على مستوى المسؤولين السياسيين وليس وزراء الخارجية.

نقاط البحث الاساسية في مفاوضات جنيف حول الملف النووي
الاتفاق الذي تم التباحث حوله في جنيف بين ايران والقوى الست الكبرى يشمل خطوطا عريضة مثل فترة تجريبية من ستة اشهر وتجميد كل البرنامج النووي او قسم منه مقابل رفع العقوبات لكن هناك نقاشات وبعض النقاط التي تبقى بعيدة عن الاضواء.
             
وتفاصيل هذه المفاوضات التي ستسانف رسميا في 20 تشرين الثاني/نوفمبر في جنيف بعد فشلها في نهاية الاسبوع الحالي، غير معروفة حيث ان الدول السبع التي تخوضها فرضت تعتيما مطلقا عليها. لكن المطالب الجوهرية واضحة وبعض المشاكل التي تجري معالجتها اصبحت معروفة عموما.
             
مطالب اساسية:
الغربيون واسرائيل يشتبهون في ان ايران تسعى لامتلاك السلاح النووي وهو ما تنفيه طهران مؤكدة ان برنامجها النووي طابعه سلمي.
– عملا بعدة قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي، تطالب القوى الكبرى “بتعليق” تخصيب اليورانيوم الذي اذا بلغ عتبة 90% يمكن ان يمهد الطريق امام صنع سلاح نووي. وايران التي تملك 19 الف جهاز طرد مركزي تقوم بتخصيب اليورانيوم بدرجات تتراوح بين 3,5% و20%. ويركز المفاوضون الغربيون خصوصا اليوم على وقف هذا التخصيب بنسبة 20%.
– وبعد ساعات على انتهاء مفاوضات جنيف، اكد الرئيس الايراني حسن روحاني مجددا ان بلاده لن تتخلى عن “حقوقها النووية” وبينها تخصيب اليورانيوم.             

مواضيع موضع نقاش:
– مستقبل مخزون اليورانيوم المخصب من قبل الايرانيين بنسبة 20% والذي اصبح يبلغ الان 186 كلغ، كيفية التخلص منه او تدميره او وضعه تحت اشراف دولي او بيعه؟
– مسالة صنع طهران جيلا جديدا من اجهزة الطرد المركزي اسرع بمعدل خمس مرات. بعض الخبراء يتحدثون عن الاف الاجهزة من الجيل الجديد.
– مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة (وهي طريقة اخرى تتيح على المدى الطويل صنع البلوتونيوم المستخدم لغايات عسكرية). فقد شددت باريس خصوصا في جنيف على هذا الملف. وبحسب خبراء، فان هذا المفاعل يمكن ان يصبح عملانيا في نهاية السنة المقبلة وسيكون حينئذ من الصعب التخلص منه.
وفي اراك، يتمكن مفتشو الوكالة الدولة للطاقة الذرية من الوصول في بعض الاحيان الى موقع المفاعل، لكن ليس الى وحدة المياه الثقيلة.
وبحسب الصحافة الاميركية، فان ايران يمكن ان تقبل بتجميد استغلال هذا المفاعل لمدة ستة اشهر مع مواصلة بنائه في الوقت نفسه.
– مستقبل المنشآت النووية الايرانية تحت الارض لا سيما موقع فوردو الذي يريد الغربيون ان يتوقف العمل فيه.
      
تخفيف العقوبات:
مقابل مبادرات تعتبرها المجموعة الدولية مقبولة، يمكن لايران ان تحصل على تخفيف “محدود ويمكن العودة عنه” لبعض العقوبات التي فرضها الغربيون والولايات المتحدة. ويمكن للغربيين ان يعطوا اولوية في بادىء الامر في هذا الشق الى قطاعات البتروكيميائيات والمعادن الثمينة. وتحدثت معلومات اخرى عن تحريك اصول ايرانية في مصارف دول اخرى لكن ليس في الولايات المتحدة، والمبالغ المعنية هي عشرات مليارات الدولارات بحسب خبراء.