كما أوضحت أن تفاقم العنف والصراع المسلح فى مناطق عمران يهدد السلم الاجتماعي .. جاء ذلك خلال حفل تدشين برنامج ” اشراك الشباب في بناء السلام ” الذي اقامه صندوق الامم المتحدة للسكان اليوم بصنعاء.
وكان المئات من مسلحي تنظيم «القاعدة» أعادوا انتشارهم منتصف عام 2012 في مناطق جبلية وصحراوية وعرة في جنوب البلاد ووسطها إثر اندحارهم على يد الجيش من مدن في أبين وشبوة كانوا سيطروا عليها وأعلنوا فيها قيام إمارات إسلامية مستغلين حينها تراخي قبضة الدولة نتيجة الاضطرابات السياسية والأمنية التي رافقت الانتفاضة العارمة ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح مطلع عام 2011.
ما قبل الحملة
وبفعل سوء الحال الاقتصادية للبلاد وشدة الاستقطابات السياسية والتجاذبات بين القوى لم يكن الجيش والسلطات الانتقالية في وضع يسمح لها بخوض عمليات برية واسعة على الأرض ضد مسلحي التنظيم الذين يجيدون أساليب الكر والفر ويتقنون أساليب التخفي والاندماج وسط المجتمعات القبلية المحلية التي تمنحهم الغطاء اللازم إما خوفاً من بطشهم وإما لتدني نسبة الوعي وارتفاع مستويات الفقر وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة التي تعاني من الضعف والهشاشة.
غير أن الهجوم على مقر السجن المركزي في صنعاء في 13 شباط (فبراير) والذي أسفر عن تهريب 29 سجيناً غالبيتهم من عناصر التنظيم الخطرين، وما أعقبه من احتفال علني أقامه قادة «القاعدة» لمناسبة استقبال الفارين وسط حضور مئات المسلحين، تسبب في صدم السلطات وجعلها أمام تحدٍّ حقيقي.
كما أثار من ناحية أخرى حفيظة أجهزة الاستخبارات الأميركية والدوائر الإقليمية الشريكة لليمن في مجال «الحرب على الإرهاب»، وهو ما ضاعف من الضغط على صنعاء للقيام بهذه الحملة العسكرية في سياق الانتقال من أساليب الدفاع والتصدي إلى استراتيجية المواجهة.