أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (بلال الفارس)

تحدثنا في الايام الماضية كيف يمكن لدولة أن تتغلغل في أخرى وتسيطر على مقدراتها الأمنية والعسكرية … نتناول اليوم الشق الاقتصادي فبينما يكثر الحديث عن تدخلات فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الايراني في دول المنطقة .. يكثر في المقابل الحديث عن ثمن هذه التدخلات واثرها في اقتصاد البلاد وانعكاسها على المواطن .. المتضرر رقم واحد أو هذا على الاقل ما تشير اليه الاحصاءات القادمة من ايران … ليبقى السؤال من أين يأتي فيلق القدس بالتمويل اللازم للاستمرار بتدخلاته وكيف يمنع الجناح المتشدد في البلاد اللقمة من فم المواطن الايراني ليضعها في مشروع خارجي لم ينتج لا مزيدا من الدمار … والعراق يشهد على ذلك

للحرس الثوري الإيراني أنشطة اقتصادية واسعة في البلاد، فمنذ انتهاء الحرب الإيرانية العراقية حتى الآن عقد الحرس الثوري نحو سبعة آلاف وستمئة وخمسين اتفاقية اقتصادية عن طريق المؤسسات الاقتصادية التابعة له، كما نقلت صحيفة "روزآنلاين" الإيرانية عن محللين وخبراء اقتصاديين، أن عائدات أنشطة الحرس الثوري في المجالات الاقتصادية وصلت إلى 12 مليار دولار سنويا.

ويمارس الحرس الثوري أنشطتة الاقتصادية والتجارية من خلال شركات كبرى تابعة له، تسيطر على ما يزيد عن 70% من اقتصاد الدولة الإجمالي، كما يشرف الحرس الثوري بشكل شبه كامل على مجريات الأمور التجارية من واردات وصادرات الدولة.

كل ما سبق يندرج تحت أنشطة الحرس الثوري العلنية، ولكن المصادر الأكثر تمويلا لهذه المؤسسة تبقى سرية لخطورة حقيقتها، ومخالفتها للقانون الإيراني الداخلي والقوانين والأعراف الدولية.

وتعاني إيران حاليا من مشكلة التهريب الذي يحدث بتسهيلات من الحرس الثوري، فالارقام هنا تشير إلى أن حجم التهريب في عام ألفين وثلاثة عشر كان يناهز العشرين مليار دولار، الرقم الذي يعادل ضعف ميزانية التنمية لكل البلاد.

وبملاحظة زيادة التدخلات الخارجية لفيلق القدس أحد الاجنحة الرئيسة للحرس الثوري .. نص مشروع الميزانية الايرانية في العام 2015 على زيادة الانفاق العسكري بنسبة 33 في المئة الى 10 مليارات دولار رغم أن الرقم الحقيقي أعلى بكثير محفوظ في ادراج مكتب المرشد علي خامنئي.

ويرى محللون أن اغداق المال على المؤسسات الأمنية على حساب الخدمات العامة يشير الى استمرار السياسات القمعية السابقة. ويعني ايضاً أن النظام الايراني سيواصل سياسته التوسعية العدوانية الاقليمية من خلال فيلق القدس.

تباعا لذلك خفضت الحكومة دعم السلع الاستهلاكية بنسبة 26 في المئة، 

وخفض دعم اسعار الخبز بنسبة 40 في المئة.

ويأتي هذا الاغداق الحكومي السري والعلني على برامج فيلق القدس بينما يقدر البنك الدولي نسبة البطالة في ايران بنحو 20 في المئة 24% منهم من فئة الشباب

فيما تقفز التوقعات بعدد العاطلين عن العمل الى 10 ملايين خلال 6 سنوات

ونتيجة لذلك انتشرت الجريمة في البلاد بعد ان قبع خمس الإيرانيين تحت خط الفقر … وأوضح مصدر نيابي أن ٧ ملايين من هؤلاء لم يحصلوا على أي دعم من الأجهزة الحكومية، ولم تقدم لهم أي خدمات لتحسين وضعهم المعيشي.