أخبار الآن | دبي – الإمارات العريبة المتحدة – (غرفة الأخبار) 

هل تحاول القاعدة يائسة إستعادة مكانتها في عالم الارهاب الذي يهمين عليه داعش ؟ ما اعلن مؤخرا بشأن اطلاق سراح ايران خمسة قياديين كبار من مجلس الشورى ، مقابل دبلوماسي ايراني يوحي بذلك .

 و عليه فان قرار القاعدة نقل بعض قيادات العمليات في القاعدة منهم مدير عمليات التنظيم سيف العدل من منطقة وجد فيها ملاذا آمنا و الزج به في المناطق الساخنة يثبت الخطر الذي يتهدد التنظيم .فما الذي يمكن ان يحدث ؟ و هل فعلا يضحي تنظيم القاعدة بمدير عملياته سيف العدل ؟ سنتعرض من خلال التقرير الاتي معلومات جمعناها من مصادر متعددة مهمة للقاعدة.

ذكرت قناةُ سكاي نيوز البريطانيةُ أن قادةَ القاعدة سيفَ العدل، أبا محمد المصري، وأبا خيرٍ المصري، وخالد العروري وساري شيباب، لم يعودوا تحت الإقامةِ الجبرية في ايران ، وذلك ضمن تبادلِ سجناءَ مع إيران.

وفي وقت نفتْ فيه طهرانُ أيَّ تبادلٍ للسجناءِ ، لفت مغردٌ على موقع تويتر مؤيدٌ للقاعدة تحت حساب بعنوان السياسي المتقاعد، عادةً ما يوفرُ معلوماتٍ موثوقًا بها عن وضع المتشددين ، قال إن الأخبارَ الواردة عن إطلاقِ سراحِ السجناءِ صحيحة.

فهؤلاءُ القادةُ ذَوُو أهميةٍ للقاعدة فبينما كان أيمنُ الظواهري زعيمُ التنظيم معزولاً ، تولى فأعضاءُ مجلسِ الشورى هؤلاءِ إدارةَ الأعمالِ الإمداديةِ والشؤونِ المالية وغيرِها من مدِّ الأعمالِ الإرهابية بالدعم اللازم. 

أما سيفُ العدل، وهو عقيدٌ سابقٌ في الجيش المصري، فليس برجلٍ عادي في القاعدة ، فهو يتمتع بمكانةٍ عالية في القاعدة ، إذ شَغَلَ منصبَ الأمير مباشرةً بعد قتلِ أسامةَ بنِ لادن.

قد تحاولُ القاعدةُ إظهارَ سيفِ العدل قائدًا مهمًا ضد داعش ، واتضح ذلك بعدَ قتلِ أبي خالد السوري أحدِ قادة القاعدة على يد داعش، إذ هاجم سيفُ العدل خلال تأبينه وبعد رثائِه قَتَلَةَ السوري ووصفَهم بالمنحرفين.

دوائرُ مطلعةٌ ترى سيفَ العدل مدربًا مُحنكًا وقائدًا جيدًا في حرب العِصابات، بعد اكتسابِه خبراتٍ إرهابيةً من حزب الله اللبناني.

مستنداتٌ عثر عليها في مسكن ابنِ لادن، أشارت إلى أن قادةَ القاعدة كانوا مهتمين بإعادة سيف العدل إلى ساحة القتال، ولكنَّ التنظيمَ كان قلقًا مما قد يصيبُ سيفَ العدل وغيرَه بعد إطلاقِ سراحهم من إيران.

رئيسُ مجلس الشورى آنذاك كتب لابن لادن يوصي بأن سيف العدل وغيرَه عليهم أن يُمضوا ستةَ أشهرٍ لكي يتأقلموا مع العالَم الخارجي ، بعد إطلاقِ سراحِهم.
وماذا بعد ؟ المتشددون أو من يسمون أنفسَهم جهاديين يقولون عبر وسائلِ التواصلِ الاجتماعي أن سيف العدل وغيرَه يخططون لإطلاق فَرعٍ جديد للقاعدة في العراق لمحاربة داعش ، وهذا ليس مستبعدًا ، فقد عمل سيفُ العدل مع زعيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي ، وخالد العروري وهو أحدُ المقربين من الزرقاوي.

يقول مراقبون إن القاعدةَ تغامرُ بنقل بعضٍ من قادتها المخضرمين من مناطقَ آمنةٍ نسبيًا إلى مناطقِ نزاعٍ، وفي العراق خاصة حيث إن داعش ليستْ عدوَ القاعدة الوحيد ، فهناك طائراتُ التحالف التي تبحثُ عن قادةِ الإرهابيين ، والقبائلُ السنيةُ التي تعهدت بمحاربة الإرهاب . 

إذن لماذا تُقدِمُ القاعدةُ على ذلك ؟ لعل الإجابةَ تكمنُ في شعورِ القاعدةِ باليأس بسبب احتلالِ داعش العراقَ وسوريا، وخسارةِ كثيرٍ من قادةِ القاعدةِ في أفْغانستانَ واليمن.

وإن أصبح سيفُ العدل ضمن قادة القاعدة المستهدفين فسيخسرُ الظواهري قائدًا متمرسًا ، ولكنه في المقابل سيتخلصُ من منافسٍ محتمل. لذلك فإن أمرَ سيف العدل وقادةِ القاعدة الآخرين يحظى هذه الأيام باهتمام كثيرٍ من المراقبين والمهتمين بشؤون الجماعاتِ المتطرفةِ، ويثير كثيرا من التساؤلات والاحتمالات، ولعلَّ الأسابيعَ أو الأشهرَ القليلةَ المقبلة تتكفلُ بالإجابة .