أخبار الآن | دير الزور – سوريا ( محمد جرابلسي )

أثار موضوع اعتداء عناصر من تنظيم داعش على امرأة في دير الزور، واعتقالها بحجة دفاعها عن أبنائها الذين أعتقلهم عناصر الحسبة بتهمة الإتجار بالسجائر، موضوع احتكار بعض العناصر المحسوبة على قيادات من داعش لهذه التجارة، حيث أكد الناشط ابو يزن الديري أن عناصر من تنظيم داعش اعتقلوا امرأة في بلدة العشارة بسبب مشادة بالأيدي بينها وبين عناصر التنظيم بعد اعتقالهم أثنين من أبنائها بتهمة التجارة بالسجائر، وهددوا بأنهم سيقومون بالتشهير بها من خلال الطواف بها على بلدات أخرى بتهمة الإفساد في الأرض، في حين يبقى كبار تجار السجائر طلقاء دون أن يتعرض لهم التنظيم بأي سوء، خاصة أولئك المحسوبين على قيادات أمنية وعسكرية في التنظيم.

وفي هذا السياق أكد جاد الحسين أحد ناشطي حملة الدير تذبح بصمت في تصريح لموقع أخبار الأن، أن كل ما يقوم به التنظيم من اعتقال وملاحقة لتجار السجائر الصغار ما هو إلا محاولة للتغطية على احتكاره لهذه التجارة، وأضاف أن لديه معلومات مؤكدة بأن المسؤولين عن تجارة السجائر في دير الزور هم أقارب عامر الرفدان، الذي كان يشغل منصب والي دير الزور أو ولاية الخير كما يسميها التنظيم، قبل أن يقتل في وقت سابق في غارة جوية لطيران التحالف الدولي.

وأضاف الحسين أن أقارب الرفدان في بلدة جديد العقيدات هم المسؤولين عن الاتجار بالسجائر، ويقومون بتوزيع الدخان للريف الشرقي والغربي، ونفس الكلام ينطبق على بعض الناس من بلدة البصيرة، الذين ينحدرون من نفس عشيرة عامر الرفدان وهي عشيرة البكير، حيث يقومون بتوزيع السجائر على التجار الصغار في مختلف مدن وبلدات دير الزور دون أن يتعرض لهم أحد، في حين يقوم التنظيم بالتشديد على بعض التجار الصغار الذين يعملون بشكل فردي، حيث يتعرض هؤلاء للاعتقال والتعذيب الشديد في سجون داعش.

وقال الحسين أن التنظيم أعتقل منذ أسبوع أحد تجار السجائر في بلدة العشارة وطلب من أهله مبلغ 4 ملايين ليرة سورية، مما يؤكد الكلام عن ان التنظيم شريك في هذه التجارة، ولا يسمح لأي شخص بالعمل دون علمه وبدون دفع مبلغ معين للسماح له لممارسة عمله، في صيغة تشبه الى حد كبير ما كان تقوم به عصابات تهريب السجائر أيام نظام الاسد، حيث كان شيخ الجبل "محمد الاسد" ابن عم رئيس النظام السوري بشار الأسد هو الذي يدير شبكات التهريب بعلم واشراف اجهزة المخابرات السورية وأجهزته الأمنية، وأي شخص يعمل بشكل منفرد خارج هذه الشبكات غالبا ما يتم تصفيته من قبل عصابات شيخ الجبل، بعلم وأشراف الأجهزة الأمنية في النظام السوري.

بالمقابل أفاد العديد من الناشطين أن نسبة كبيرة من عناصر التنظيم من المدخنين ولو بشكل سري، دون أن يقوم التنظيم باعتقالهم او الإساءة لهم، عكس المواطنين الذين يتم اعتقالهم وإخضاعهم لدورات شرعية بحال تم أعتقالهم من قبل عناصر الحسبة بتهمة التدخين.