أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (جواد العربيني)

مئات المناشير تساقطت على عدد من مدن وبلدات الغوطة الشرقية تدعو فيها كل من يحمل السلاح بوجه قوات النظام إلى الاستسلام والعودة لما أسمته "حضن الوطن". يأتي ذلك في إطار حرب معنوية بدأها النظام بعيد اغتيال "زهران علوش" قائد جيش الإسلام، وتهدف الى ضرب تماسك الثوار واللعب على إضعاف عزيمتهم.

وجاء في المناشير تهديد وتحذير وما سمي بـ "الفرصة الأخير" للنجاة، وحملت بعضها نقشا لعملة أمريكية من فئة "المائة دولار" وضع بداخلها صورة لـ "أبي بكر البغدادي" متزعم تنظيم داعش و"أبو محمد الجولاني" زعيم جبهة النصرة، وكتب على هذه الفئة عبارة "هذه نهاية المال القذر عد الى ربك .. خير الخطائين التوابون". أما بعض المناشير فسميت ببطاقة العبور الآمن أو البطاقة الخضراء، حيث تسمح هذه البطاقة بعبور حواجز النظام بسلام وتقديم المساعدة الطبية والغذاء والمساعدة في العودة إلى حضن الوطن بحسب ما جاء فيها .

"أبو ممدوح" أحد الأهالي القاطنين في الغوطة الشرقية قال لـ"أخبار الآن" حول هذه المناشير: "منذ ثلاث سنوات أحاول وأطفالي الأربعة وزوجتي الخروج من وطأة الحصار، ودائما يتم طردنا من قبل حاجز النظام في مخيم الوافدين. طلب مني الحاجز في إحدى المرات قبل سنتين دفع مبلغ نصف مليون ليرة عن كل شخص للخروج من الغوطة، النظام يعاملنا نحن المدنيون كإرهابيين فكيف ستكون ردة فعله عندما يستسلم له من رفع السلاح في وجهه النظام؟ كل هذا الكلام لا قيمة له ويأتي فقط لكسر إرادتنا التي هي أقوى من طائراته".

وأضاف "أبو ممدوح": عندما رأينا المنشور أنا ورفاقي ضحكنا كثيرا، فكيف يحاول النظام كسب ودّ الأهالي في الغوطة ولم يأت يوم لم يستهدف فيه الأسواق الشعبية والأحياء السكنية؟ كيف يطلب منا الابتعاد عن تواجد الإرهابيين ومقراتهم ولا يقصف إلا المدنيين؟ هل أصبحت الأسواق الشعبية مستودعات للذخيرة؟ هل أصبحت الساحات العامة مقرات للمسلحين؟".

طائرات النظام تلقي الدولارات على الغوطة الشرقية لحث أهلها على العودة لحضن الوطن

اللافت في الأمر أن المناشير ألقيت مع صواريخ استهدفت المناطق السكنية، وهو ما دفع الناس الى السخرية من النظام ولسانه حالهم يقول: حتى في الأوقات التي يحاول فيها النظام أن يكون طيب القلب فإنه يقصفنا بصواريخه ويظهر أنياب إجرامه.

المناشير ادعت أيضا تسليم "700" مسلحا لأسلحتهم واختيارهم الحياة، بحسب وصف المنشور، وما هو ما نفته جميع الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية؛ التي أكدت أن كل هذه الأخبار تأتي في إطار الحرب النفسية والمعنوية التي يشنها النظام.

"أبو فهد" أحد القياديين الميدانيين في جبهة المرج أكد لـ "أخبار الآن" أن التماسك والثبات هو ما يخيم على جميع الجبهات في الغوطة الشرقية، مؤكدا أن مثل هذه المناشير لن تزيد الثوار إلا عزيمة ، وما هذه المناشير إلا لعب على وسائل الإعلام، فالنظام عبر هذه المناشير يحاول أن يقول إن الثوار في الغوطة هم من الدواعش، مع العلم أننا أول من قاتل داعش وقضينا عليها وذلك قبل سنتين".

يأتي كلام النظام في الوقت الذي يجهز فيه وسائل نقله لتأمين عناصر داعش المحاصرين من قبل الثوار جنوب العاصمة.

طائرات النظام تلقي الدولارات على الغوطة الشرقية لحث أهلها على العودة لحضن الوطنطائرات النظام تلقي الدولارات على الغوطة الشرقية لحث أهلها على العودة لحضن الوطن