أخبار الآن | ريف دمشق –  سوريا (زياد المبارك)

لا تزال بلدات الغوطة الشرقية تعاني منذ أيام من اشتداد وتيرة القصف والغارات التي ينفذها الطيران الحربي للنظام وطيران "العدوان الروسي" ناهيك عن القصف والصواريخ، وهو ما خلف مجازر في معظم بلدات المنطقة.

وبعد استهداف مدينة دوما اليوم بغارات مكثقة، قام الطيران الحربي بقصف مدينة عربين بغارتين أدت إلى دمار الأبنية السكنية، ونالت زملكا نصيبها من الغارات وتم استهداف حي جوبر بالمدفعية، إضافة إلى بقاء بلدات النشابية ومحيط منطقة المرج تحت نيران النظام والميليشيات التابعة له.

في ظل هذا الوضع، ونحن على أعتاب سنة 2016، ماذا يمكن أن يكون حلم الأطفال في بلدات الغوطة الشرقية. مراسل أخبار الآن استطلع قبل وبعد القصف مجموعة من أحلام وأمنيات جيل يشوهه النظام بشكل يومي، وكان له المشاهدات التالية.

لا نريد الموت .. لم نكبر بعد

"ما بدي موت هلق" يقول "عبودة" 11 عاما، من بلدة حرستا "أخي وابن عمي راحوا بالقصف وجيراني كمان"، يتجمع بعض الصبية الذين يتضاحكون رغم الحصار، يتدافعون:

"بدي سافر لأوربا وعيش متل ولاد عمي اللي هونيك" يقول "عمار" 10 سنوات.

"بدي روح ع المدرسة كل يوم وما يصير قصف" تحلم "سيدرا" 11 عاما.

"مشتهية نروح على سوق الحميدية مع أمي وخالتي ونرجع وما يوقفنا الحاجز" تقول الأختين "رنيم" و"براءة".

"بدي ألعب كرة قدم وروح مع أبي على ملعب العباسيين متل أيام زمان، نحضر مباراة المجد والوحدة!" يقول "رامي" 12 عاما.

"بدنا يبطل في جيش وشبيحة بالشام، بدنا نروح سوا على العيد هونيك ونفوت ع السينما" يقول مجموعة من الأطفال بعد أن يتشاورا ويتفقوا على ذلك.

عودة الأب والأم

لكن الأمنيات البسيطة تبدو مستحيلة التحقيق في ظل بقاء الحصار والعنف اليومي، وتبق هناك أمنيات تختلط على أطفال في مدى واقعيتها.

يقول "عبد الحميد" 13 عاما، من بلدة زملكا: "هل يمكن أن يعود أبي وأمي وأختي الكبيرة من الموت؟، أعيش أنا وأخي الصغير عند بيت عمي الذي استشهد ثلاثة منهم".

عبد الحميد ترك المدرسة وبات يعمل في مساعدة عمه في جمع القطع البلاستيكية وبقايا الأخشاب وغير ذلك، ويبقى متوجسا من غارة مجهولة ترسله إلى الجنة، كما يقول.

أما "منير" 12 عاما، فيقول أتمنى أن أشبع وأتناول الحلوى والعصير من "البقاليات" الكثيرة التي كانت موجودة قبل تدمير البيوت والمحلات.

"أريد أن أشتري ثياب نظيفة وألا يتسخ حذائي، متى يأتي العيد!" تسألني طفلة وهي تحمل دلو ماء، ردا على سؤالي.

توقف القصف والانتقام لزهران علوش

أطفال "النشابية" لا يحلمون بشيء كبير سوى توقف القصف وإيجاد مكان آمن للاختباء بحيث لا تطالهم أسلحة قوات النظام والميليشيات.

"لا أريد الخروج من بيتي، قالت لنا أمي أن جنود بشار سيذبحوننا إن دخلوا القرية. أتمنى أن يتركونا في بيتنا"، تقول "مؤمنة" متمنية توقف القصف وترك الناس "بحالها".

ويدرك بعض الفتية أن النظام يعمل على رفع مستوى العنف والقتل لكل المدنيين في الغوطة الشرقية، رجال ونساء وأطفال، ولذلك يرى "حسان" 14 عاما، أن: "استشهاد "القائد زهران علوش" جعلني أحلم بالانتقام له أو أسمع خبر مقتل الذين حرموا أهالي الغوطة من قائدهم".

لا تنتهي الأحلام والأماني بالنسبة للسوريين عموما والأطفال بشكل خاص، لكن هل حقيقة تبقى شيء من الحلم غير الرغبة بتوقف آلة الموت وشلال الدم المفتوح على الغوطة منذ خمس سنوات من عمر ثورة سورية عظيمة، سيذكر الجيل الجديد بأن الدم كان وقود انتصارها للانتقال إلى سوريا التي نحلم ونحب.