أخبار الآن | عرسال –  لبنان (أبو محمد اليبرودي)

برد شديد وانعدام للمحروقات ووسائل التدفئة بالإضافة للخوف المستمر من سقوط خيامهم جراء العواصف الحالية، هو حال أكثر من 12 ألف نازح من أبناء القلمون في مخيمات البقاع اللبناني وعرسال تحديدا، والعاجزين عن القيام بشيء لمقاومة هذا البرد الشديد.

فبالإضافة لمعاناة النزوح وحياة المخيمات وضعف المساعدات المقدمة، تضاعف العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة فصول المعاناة التي يعيشها أبناء القلمون على الحدود السورية اللبنانية، في ظل عدم إمكانية عودتهم لمنازلهم التي تبعد عنهم عشرات الكيلومترات فقط لاحتلالها من قبل حزب الله، ولا السماح لهم من قبل الأمن اللبناني للتحرك داخل الأراضي اللبنانية لافتقادهم الأوراق الثبوتية والوضع غير القانوني لهم.

برد ومعاناة

يقول "أبو طارق" من بلدة "الصرخة" القلمونية: "في مخيمي الواقع في وادي عطا في عرسال قطعت علينا الطرق بسبب موقع المخيم ولم نستطع الخروج لليوم الثاني، حاولنا تجميع أنفسنا في خيمة واحدة لنتدفأ على مدفأة واحدة والتي لم تعد تعمل على المازوت لعدم مقدرتنا على تحصيله ولذلك كنا نحرق بعض الأكياس والمواد البلاستيكية، أما النساء والأطفال ففوق ارتجاف أجسامهم بردا فيزيد ذلك خوفهم من وقوع الخيمة فوق رؤوسنا جميعا كلما اشتدت الرياح كما حصل معنا في العام الفائت".

يقول المسؤول الإغاثي للهيئة العامة لمدينة يبرود "أبو محمد" أن كل منطقة بالقلمون يمثلها المجلس المحلي المسؤول عنها إغاثية وخدميا، ولكن بسبب قلة الدعم انحسر دور المجالس وبرز دور الهيئات والمبادرات الشبابية للعمل مع المنظمات لإغاثة المحتاجين في المخيمات، لكن ذلك لم يمنع تضرر بعض المخيمات بسبب العاصفة حيث تضررت أكثر من 32 خيمة بشكل كامل وعشرات الخيام بشكل جزئي ولكنها تحتاج لتكاليف باهظة لإصلاحها.

ويضيف أبو محمد: "مع قدوم العاصفة حاولنا التواصل مع العديد من الهيئات الإغاثية الكبرى والمنظمات لتأمين بعض مواد التدفئة لأهالي القلمون. لم نلق آذان صاغية، وكبادرة مستعجلة قام أحرار يبرود في المغترب بالتبرع بمبلغ لتأمين بعض الحاجيات لأهالي مدينة يبرود وقسم من نازحي القلمون حيث تم في المرحلة الأولى توزيع مبالغ نقدية كبدل للتدفئة لأهالي الشهداء والمعتقلين والأرامل والعائلات معدومة الدخل، وتم في المرحلة الثانية وأثناء اشتداد العاصفة توزيع مادة الخبز وقسائم مازوت لقسم كبير من نازحي يبرود والقلمون، ولكن مهما كانت المبادرة من قبل المغتربين فهي ستكون متواضعة ولن تغطي إلا جزءا يسيرا من الاحتياجات التي تتطلب تدخلا دوليا لتغطيته".

ومن جهة أخرى ينوه الإعلامي المسؤول في الهيئة "باسل أبو جواد" إلى أن الخطورة تكمن في المخيمات الواقعة خلف حدود عرسال باتجاه جرود القلمون والتي لا يسمح الجيش اللبناني بوصول أية منظمات أو هيئات إغاثية إليها، حيث أنها تتركز في مناطق جبلية أكثر ارتفاعا وتراكما للثلوج والتي وصلت لأكثر من متر في بعض المناطق مما يضعهم في معاناة قد توصل بعضهم للموت بسبب البرد كما حصل مع بعض النازحين في العام الفائت.

مبادرات شبابية

وفي نفس السياق يقول "أبو علي شهاب" مدير فريق "كفاف" التطوعي والعامل في عرسال: "طرحنا حملة مساعدة على صفحتنا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي لمساندة أهلنا قبل العاصفة. تم تأمين بعض مواد التدفئة من أهل الأيادي الخيرة من خلالها واستطعنا تأمين كادر إسعافي للحالات الطارئة مع تخصيص رقم للاتصال على مدار 24 ساعة كما قمنا بتجهيز سيارات دفع رباعي لاستخدامها أثناء العاصفة لنقل المتضررين إلى مراكز إيواء آمنة كالمساجد وبعض الأماكن المخصصة، وهذا ما لم تستطع تقديمه منظمة الأمم المتحدة أو أية منظمة أخرى تعنى بشؤون اللاجئين".

ويضيف أن الفريق شُكل من مجموعة من الشباب المنتشرين بشكل واسع في جميع مخيمات اللجوء في عرسال لسرعة الوصول ولأجل ذلك أيضا أنشئ الفريق على تطبيق واتس آب غرفة تحت مسمى "غرفة طوارئ العاصفة" لتسهيل التواصل مع الفريق ولمساعدة أهلنا بشكل سريع ومستعجل عند الضرورة وهذه المبادرة تعتبر الأولى من نوعها ضمن ضمن خطوات التحرك السريع لتجاوز انعكاسات وأضرار العاصفة بشكل عاجل.