أخبار الآن | سوريا – (رويترز)

وجد نازحون سوريون فروا من بيوتهم بسبب الصراع  في أنحاء بلادهم مأوى جماعيا لهم في مدينة طرطوس الساحلية، لكن الكثيرين من هؤلاء النازحين فقدوا وثائق هامة أو تركوها وراءهم بينها شهادات ميلاد وعقود زواج الأمر الذي قد يُعرض للخطر وضعهم القانوني في البلاد، مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين تساعد هؤلاء على استخراج وثائق رسمية بديلة للمفقودة أو المتروكة وتسجيل الحالات الجديدة لتفادي احتمال تحولهم إلى مواطنين بلا جنسية.

ومن بين هؤلاء النازحين امرأة تدعى حليمة هربت من حلب وفقدت أثناء المحنة الاتصال بزوجها، وتعيش حاليا مع رضيعتها التي عمرها 18 شهرا في طرطوس لكنها لا تحمل وثيقة زواجها ولا شهادة ميلاد لطفلتها، وقالت حليمة "الله بيعلم بحالي. يعني ها المعونة..بيعين الله."

وأضافت في إشارة لأطفالها "بأحب إن شاء الله. الله دخيلهم يعيني عليهم وما أحرمهم من شي بحياتي"، وتنظم المفوضية بالتعاون مع منظمات محلية جلسات في مأوى طرطوس لزيادة الوعي وتقديم مساندة قانونية في استخراج وثائق بديلة للمفقودة أو التسجيل لشهادات جديدة.

وفي إحدى تلك الجلسات قالت متحدثة للحضور عن الوثائق "تثبيت الزواج دائما عم بيكون بعقد عرفي. هيدا العقد لازم يتسجل ويتثبت بالمحكمة من شان الزوجة تضمن حقوقها والأولاد يتسجلوا ويكون لهم قيود ولهم اسم ويحملوا الجنسية العربية السورية. لأنه بدون تسجيل بالمحكمة وبالنفوس هن كل حقوقهن القانونية راح تضيع."

وقالت متحدثة أخرى تعمل مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين وتدعى عفراء حسن إنه من الضروري للأسر أن تتيقن من وجود كل الوثائق الصحيحة لأطفالها، وأضافت عفراء "قلنا لهم إذا كنت تحتاج إلى أن يذهب أولادك للمدرسة. تحتاج للوصول للخدمات الطبية. فلن ينفع ذلك ما لم يكن مسجلا. لن تكون له أي حقوق ما لم يكن مُقيدا (في السجلات الرسمية)."

وتتمسك حليمة الآن بالحصول على الوثائق الرسمية التي تحتاجها، وقالت "هو أهم شئ أنا بحياتي إني أسجله. المهم الواحد -لا اللبس ولا الأكل ولا شئ- المهم الواحد إنه ما يضيع حقه. يعني أنا تعذبت بها الحياة بس ما بدي أولادي يتعذبوا."

ومع دخول الحرب السورية عامها الخامس ترك كثير من السوريين البلاد دون أن يكون بحوزتهم عقود زواجهم أو شهادات ميلادهم أو بطاقات هويتهم إما لرحيلهم على عجل أو خوفا من التعرف عليهم واعتقالهم عند نقاط التفتيش، والعودة لمحل الإقامة للإتيان بالوثائق عادة ما تكون مهمة محفوفة بالمخاطر أو مستحيلة.

وبينما يمكن من الناحية النظرية للاجئين السوريين في الخارج زيارة سفارات أو قنصليات بلدهم لاستخراج بدائل أو لتجديد الوثائق الرسمية فان كثيرا من اللاجئين يخشون التواصل مع حكومة يعارضونها على الأرجح.

لكن بالنسبة لنازحين في داخل سوريا مثل حليمة فمن الممكن أن تساعدها مفوضية الأمم المتحدة في استخراج وثائق رسمية تجعل حياتها أيسر بعض الشئ، وتقول المفوضية إن أكثر من 40 ألف نازح في سوريا تلقوا مساعدة قانونية لاستخراج بدل فاقد أو لقيدهم في السجلات لاستخراج وثائق رسمية جديدة.