أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (زينة العلي)

أقام "تجمع شباب سراقب" احتفالية في ذكرى الثورة في مدينة سراقب في ريف إدلب، تضمنت عرضا مسرحيا بعنوان "حكاية ثورة".

تشكّل "تجمع شباب سراقب" عام 2006 حيث أنشأت فرقة مسرحية صغيرة، أصبحنا تقدم مسرحيات وعروض ناقدة ضمن سراقب. تعرض أفراد التجمع للاعتقالات والملاحقة والضرب على يد الأمن السوري، ومع ذلك بقيت مستمرة حيث قدمت قرابة أربعة عروض مسرحية في تلك الفترة قبل أن تفترق الفرقة.

وفي لقاء مع مدير "التجمع" ومخرج أعماله الأستاذ "أحمد الخطاب"، يقول: "في تاريخ 4-10-2014 تجمعنا من جديد وقررنا العودة للعمل، لم يكن لنا مسمى ولا مركز خاص بنا، كنا مجموعة شباب نحب المسرح ونعمل من أجله"، ويضيف: كان صعب علينا أن نقوم بأعمال مسرحية دورية ودائما، لذلك أنشأنا موقع لنا على اليوتيوب والفيس بوك وبدأنا بعمل اسكتشات ننتقد فيها الواقع والأخطاء والفساد والمتسلقين في الثورة.

يقوم التجمع بتقديم عرض مسرحي في كل عيد للثورة، وأنتجنا مسلسلا قصيرا بعنوان "كرمال بلادي" وهو عبارة عن مقاطع منفصلة متصلة، ثم قدمنا "همسات ثورية" وما زلنا مستمرين فيه إلى الآن.

الأعمال المسرحية وتحديات التجمع

يتابع "الخطاب": قدمنا منذ عام 2014 حتى الآن ثلاثة أعمال مسرحية وهي "كل شي زين، عائلة تحت الصفر، وحكاية ثورة" التي تعرض هذا العام.

عرضنا مسرحية "كل شي زين" في قرية "كفر نبل" و"عائلة تحت الصفر" في مركز معاً بقرية "جوزف" وسراقب.

وعن المضايقات التي تعرّض لها التجمع، يقول "الخطاب": "نعم تعرضنا لإساءات لكنها كانت فردية، بمعنى هناك من هددنا باسم فصيل ما أو حتى دون اسم، وبعبارتهم الشهيرة "بالذبح جيناكم"، هم من الأولاد الذين ظهروا على ساحة الجبهات "وماسكين الدين بالمقلوب" على حد تعبيره".

ويكمل: بسبب هذه الأعمال ضاعت حقوق كثيرة لنا، فمثلاً في إحدى الحالات اعتدى علينا أحدهم علناً بالسباب والشتيمة فقمنا بالشكوى لدى المحكمة الشرعية لكننا لم نحصل على أية نتيجة.

العرض الأخير ومسرحية حكاية ثورة

يقول "الخطاب" مخرج العمل وأحد أبطاله ومدير التجمع عن العرض قائلاً: "المسرحية من سيناريو وحوار محمد خطاب "وهو الكاتب لكل أعمالنا تقريباً" والممثلون هم أعضاء التجمع "(أحمد الخطاب، إيهاب بكور، حسام أصلان، أحمد مصطفى، حسين حسان، وليد شلاش، غيث حسان" ومساعد المخرج "قتيبة شيخ خليل".

يتحدث العرض عن الثورة السورية منذ بداية انطلاقتها إلى يومنا هذا، حيث بدأ العرض بالمظاهرات ثم بالثورة المسلحة التي وصلت الى الانقسام بين الفصائل، مسلطا الضوء على مستغلي الثورة ومتسلقيها وزارعي الفتن بين أبنائها. ويختتم العرض في ذروته بمشهد يجتمع فيه الشهيد والمعتقل مع البقية من أصدقائهم مطالبين الجميع بالتوحد من أجل الثورة.

رسالة العرض باختصار، كما قالها الخطاب: "أننا في هذه التفرقة والتناحر نقدم أكبر خدمة للنظام وأننا بهذا ننسى دماء شهدائنا ومعتقلينا".

حضر العرض مجموعة من قيادات الفصائل والإعلاميين في سراقب، وقد نال العرض إعجاب واستحسان الجميع. ومن بين الحضور حدثنا الإعلامي "محمد الخالد" عن رأيه في العرض قائلاً: "كان العرض جميلا يحاكي الواقع تماما، ومؤثرا جدا في نهايته، حيث أبكى المتابعين للعرض".

رغم الإمكانيات المتواضعة التي يمتلكها التجمع تمكنوا من إيصال رسالة حقيقية وصادقة بطريقة ساخرة كوميدية محببة. كان العرض على مسرح منتدى بوابة إدلب الثقافي في سراقب ولم تعرض المسرحية سوى مرة واحدة، وذلك أن التجمع لم يتلق دعوات عرض في مكان آخر.