أخبار الآن | القنيطرة – سوريا (خطاب النميري)

تعتبر القنيطرة من المحافظات التي تشتهر بمعالمها الأثرية والتي يمتد عمرها إلى آلاف السنين، منها تل نبع الصخر الأثري، وآثار بلدة الرفيد الآشورية. ففي دراسة للجان أثرية، تحتوي محافظة القنيطرة على معالم أثرية لها قيمة تاريخية كبيرة، وهي واحدة من أغنى المناطق الأثرية في سوريا، كما بيّنت دراسة أخرى أن هناك أكثر من 400 موقعا أثريا في المنطقة الجنوبية من سوريا منتشرة على جميع أرجاء المنطقة، تمّ توثيق عدد منها لدى دائرة الآثار.

الوضع الاقتصادي والتنقيب

وبعد مرور أعوام على الثورة، تزايدت في ريف القنيطرة المحرر ظاهرة التنقيب عن الآثار، ولاسيما بعد التوقف الملحوظ للنشاط التجاري في الريف المحرر واستهداف النظام المحال للمحلات التجارية كنوع من الحصار الاقتصادي الذي فرضه على الأهالي القاطنين في هذه المناطق. ونتيجة لارتفاع نسبة العاطلين عن العمل، أصبحت مهنة أبناء القنيطرة  التنقيب عن الآثار وذهابهم إلى الأماكن الأثرية والبحث عن القبور القديمة، لربما يعثرون على كنز يغنيهم أو إيجاد ما يلبي احتياجاتهم لعدة أيام.

تلك الفئة اتخذت من باطن الأرض مصدرا لتأمين قوتهم، فمنهم من كان يمتلك صنعة تؤمن له دخلاً، ومنهم من كان يعمل لدى الدوائر الحكومية وتمّ فصله من عمله، أمور كثيرة دفعتهم للتنقيب وقصد الأماكن الأثرية عساها تؤمن معيشتهم.

"أحمد العلي" مسؤول في  دائرة الآثار التابعة للحكومة الموقتة في مدينة الرفيد، يقول: "إن ظاهرة التنقيب أو ما تسمى بالحفريات السرية في الأماكن الأثرية، انتشرت مؤخراً في معظم مناطق ريف القنيطرة المحرر بعد أن كان النظام يفرض عليها سجنا لعدة سنوات، بحثا عن اللقى الأثرية الثمينة ذات القيمة المادية الكبيرة كالذهب والتماثيل، ففي الآونة الأخيرة ونتيجة لهمجية النظام واستهدافه لبيوت المدنيين وأماكن رزقهم، أسفر هذا الأمر عن وجود نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل، أصبح مقصدها الأماكن الأثرية والقيام بعمليات التنقيب علّها تؤمن لقمة العيش في ظل الحصار والحرب والانهيار الاقتصادي الذي أصاب سوريا".

 

متابعة من الحكومة الموقتة

ويضيف "العلي" قائلاً: "كانت هنالك محاولات من قبل بعض الأشخاص لتخريب المعالم الأثرية للمدينة، ولهذا تمّ فرز كتيبة من جبهة ثوار سوريا التابعة للجبهة الجنوبية، تقوم على حماية المعالم الأثرية من العبث والتخريب، كما أنه تم إصدار قرار من دائرة الآثار للحد من ظاهرة التنقيب، وذلك بمنع الحفريات السرية في المواقع الأثرية، وتمّت الموافقة عليه من قبل الجهات المختصة"، لافتاً إلى أنّه "يتم الآن تسيير دوريات للهدف نفسه، وأنّه لم يتم فرض عقوبات على مثل هذه الحالات، وإنما يتم التعهد بعدم تكرار الحفريات السرية في الأماكن الأثرية".

يعد الأمر مخيفاً ومرعباً، أن تمتلك في بيتك بعض الآثار، أو القطع القيمة التي تحلم أن تقتنيها أعظم المتاحف العالمية وتدفع لمن يهربها لها آلاف الدولارات كما كان في سالف الزمان.

"أبو عماد" ناشط إعلامي قال: قوات النظام وحليفتها ايران كانت أكثر من سبب ضرراً للآثار في سوريا، إما بقصفها أو نهبها وبيعها في روسيا لعرضها في متاحفها، ولا ننسى داعش الذي نهب مدينة تدمر ودمّر أهم وأقدم معابدها وآثارها بعد سيطرته عليها، هذا بالإضافة لآثار بصرى الشام التي تعتبر من أغنى واقدم مدن المنطقة الجنوبية في سوريا".