أخبار الآن | مخيم الزعتري – الأردن – (رويترز)

في مخيم الزعتري للاجئين بمحافظة المفرق في الأردن يُعقد اجتماع تحريري يتبادل خلاله صحفيون سوريون متطوعون الأفكار بشأن الموضوعات التي تُنشر في مجلتهم الشهرية.
وتناقش مجلة (الطريق) أسلوب الحياة والواقع والحلم وقضايا عديدة يواجهها اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري مترامي الأطراف.

وقالت رئيسة تحرير المجلة والمسؤولة في منظمة الطوارئ اليابانية هدى سرحان إن المجلة تحظى بشعبية كبيرة.
وأضافت  "بدأت الفكرة قبل سنتين بعمل بروشور خاص بس لتوصيل الرسائل التوعوية ورسائل الصحة إلى سكان المخيم. فبدأت في أربع صفحات. الإقبال اللي شفناه على هذه المجلة خلانا نزيد العدد وتصبح مجلة بأوراقها هاي.. عددها ٣٤ صفحة وصلت. وكنا نطبع عشرين ألف نسخة إلى جميع أنحاء المخيم."

وترتبط معظم الموضوعات التي تنشرها المجلة بأمور متصلة باللاجئين السوريين في المخيم -بعد أن اضطُروا للفرار من بلدهم بسبب الحرب- والتحديات التي تواجههم لبناء حياة جديدة في أي مكان آخر.
وأردفت هدى سرحان "معظم الصحفيين اللي عددهم ٦٠ صحفي هم متطوعين. إحنا ما بنقدم لهم أي شي إلا هاي الخبرة. بنلاقي عندهم كثير متحمسين لسبب واحد. إنه هادي أولاً اسمها الطريق وهي الطريق إلى الوطن. وهم بيعتبروا إنه التدريب في الطريق هو طريقنا إلى الوطن لنكون صحفيين هناك في الوطن."
وعلى الرغم من شعبية المجلة لا يزال العاملون بها يواجهون عقبات في إصدارها. وأوضحت رئيسة التحرير إن العثور على التمويل الذي يعزز المجلة لا يزال يمثل أكبر عقبة تواجههم.

بالصور: خارج مخيم الزعتري .. الخيام الجديدة للتغريبة السورية

ي البداية كانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تمول المبادرة لكنها لم تستطع مواصلة دعمها. وحاليا يتلقى طاقم المجلة تمويلا من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الطوارئ اليابانية.
وأجبر نقص التمويل طاقم المجلة على خفض عدد صفحاتها إلى 24 صفحة من 34 صفحة وإلى تقليص عدد النسخ المطبوعة إلى سبعة آلاف نسخة من 20 ألف نسخة.

وعلى الرغم من تلك التحديات تقول هدى سرحان إن طاقم المجلة لا يزال متحمسا وراغبا في مواصلة العمل.
وقالت لاجئة سورية من درعا تُدعى عبير (17 عاما) تقيم في المخيم منذ أربع سنوات وكانت تحلم دائما برؤية اسمها مطبوعا "أول شي كانت أشياؤنا بسيطة وحلوة كثير. بعدين صرت أتعلم أكثر وأعرف كيف إنه بدي أقدم التقرير المهم والمقال المهم أو الشي المهم الموجود في الزعتري حتى نكتبه. نخلي الناس تقرأ وتسمع الشي الموجود هون بالزعتري. طبعاً كانت تجربة كثير حلوة وعملنا كفريق واحد وكوَنا عمل كثير كان مبدع وحلو وخلينا الناس تأخذ عنا صورة كثير حلوة."

وتحدث شاب آخر من طاقم المجلة عن شغفه بالعمل فيها موضحا أنه لم يكن له أي خبرات صحفية في سوريا وتعلم كل ما اكتسبه في مجلة الطريق.
وقال محمد أحمد وهو من درعا أيضا ويقيم في المخيم منذ عامين ونصف "خلفية صحفية من أيام بلدي؟ لأ ما كانش فيه عندي. ولكن لما أجيت لهون حبيت إني أشتغل كعمل تطوعي بالصحافة. أخدنا دورات صحافة هون في المخيم. وكل فترة بييجي عندنا صحفيين حول العالم بيزورونا. يسووا لنا دورات صحافة ونتدرب على أيديهم."

وتُطبع مجلة الطريق في العاصمة الأردنية عمان ثم توزع على سكان المخيم.
وقال سوري من بين قراء المجلة يُدعى محمد عبد الرحيم "والله المجلة هاي بتعطي توعية للعالم كلها. شو فيه مشاكل بتصير بالمخيم. عن الأمهات. عن الأطفال الصغار تحت السن القانوني. مشاكل كهرباء. مشاكل كثير."
وقال رجل آخر من قرائها يُدعى أبو خالد إنه يعرف أخبار المخيم من المجلة.

وأضاف "يعني الواحد يتطلع على أخبار العالم والمهن وطموحات العالم بها المخيم."
ويقع مخيم الزعتري على بعد نحو 15 كيلومترا من حدود الأردن مع سوريا ويقيم فيه نحو 85 ألف لاجئ سوري أكثر من نصفهم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاما.
ويستضيف الأردن حاليا ما يزيد على 1.4 مليون لاجئ يعيش معظمهم في مناطق حضرية ونحو 100 ألف سوري في مخيمات.