أخبار الآن | ريف حلب – سوريا (سعيد غزّول)

 

يبدو أن الحملة العسكرية التي أطلقتها "قوات سوريا الديمقراطية" في الـ 24 من شهر أيار الفائت تحت اسم "حملة تحرير شمال الرقة" من داعش، لم تكن إلا حملة إعلامية تخفي خلفها هدفاً عسكرياً حقيقياً بدعم ومشاركة مباشرة من "القوات الأميركية"، ألا وهو السيطرة على مدينة "منبج" كبرى معاقل داعش في ريف حلب الشرقي.

ليلة أمس الثلاثاء، تقدمت "قوات سوريا الديمقراطية"، التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية مكونها الأساسي وعمودها الفقري، باتجاه مدينة منبج المحتلة من داعش في ريف حلب الشرقي، وذلك عقب سيطرتها على عدد كبير من القرى، انسحب منها داعش دفعةً واحدة.

الناشط الإعلامي "غسان المنبجي" أفاد لـ أخبار الآن، أن داعش انسحب بشكل مفاجئ من 16 قرية الواقعة في الجنوب الشرقي لمدينة منبج وغربي نهر الفرات، في ظل غارات شنتها طائرات "التحالف الدولي" على المنطقة، لافتاً إلى أن "القوات" باتت تبعد عن مركز مدينة منبج نحو "18 كيلومتراً" فقط.

داعش ينسحب من ريف منبج وحركة نزوح كبيرة للمدنيين

وأضاف "المنبجي"، أن القرى والمزارع التي سيطرت عليها "قوات سوريا الديمقراطية" عقب انسحاب داعش منها هي: "شاش حمدان، جب الشيخ عبيد، البلاشة، الحالولة، العلوش، جنف الأحمر، خشاخيش كبير، بير العمال، منيهال، أبو صفا، رميلا، رميلات، حجي علي، نوقوت، وخربة الروس"، بالإضافة إلى 3 مزارع قريبة.

وأشار إلى حركة نزوح كبيرة للمدنيين شهدتها المنطقة، في ظل التقدم المستمر لـ "قوات سوريا الديمقراطية" وتجنباً لغارات "التحالف الدولي"، منوهاً إلى منشورات ألقتها طائرات "التحالف" أمس الثلاثاء على مدينة منبج، تتضمن أوراقاً تشبه تلك التي يصدرها داعش كـ إذن تسمح من خلاله للمدنيين بالخروج من مناطق سيطرته.

كذلك، نوه الناشط "غسان المنبجي" إلى أن طائرات "التحالف الدولي" التي تقوده الولايات المتحدة، قامت بتدمير كافة الجسور التي تربط القرى الواقعة شمال وجنوب "نهر الساجور"، والواصلة بين مدينتي "منبج" و "جرابلس" المحتلتان من داعش، أخرها كان جسر "عون الدادات" الذي استهدفه "التحالف" بـ ست غارات، أدت إلى تدميره بشكل كامل.

 

قوات "المارينز" الأمريكية تشارك في معركة منبج

من جهةٍ أخرى، أكدت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن "آلاف المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة في سوريا، شنوا هجوماً لاستعادة السيطرة على مدينة منبج من اعش، عقب أسابيع من الاستعدادات الهادئة، مشيرين إلى أن عدداً صغيراً من قوات العمليات الخاصة الأمريكية "المارينز" سيدعمون الهجوم على الأرض، وأنها تعمل كمستشارين وتبقى بعيدة عن خطوط المواجهة.

وأضافت "الوكالة"، بأن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن العملية بدأت يوم أمس الثلاثاء، وتهدف إلى السيطرة على المناطق التي يستخدمها داعش، كقاعدة لوجستية لنقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا، مشيرين إلى أن مقاتلي "الوحدات الكردية" يمثلون فقط خمس أو سدس إجمالي القوات التي تزحف نحو منبج، وأن دورها يقتصر فقط على تقديم المساعدة لطرد داعش، ومن ثم يقوم المقاتلون السوريون العرب ببسط الاستقرار في منبج وتأمينها بمجرد طرد داعش، فيما أشار مراقبون إلى أن هذه العمليات تكرار لذات السيناريو الذي أدى إلى سيطرة "الوحدات الكردية" على المناطق العربية وخاصة مدينة "تل أبيض" شمال الرقة، وبلدات "تل رفعت، ومنغ، وعين دقنة" و"مطار منغ العسكري" شمال حلب.

وأضاف المراقبون، أن الأنظار الآن تتجه إلى تركيا، التي حذرت في وقتٍ سابق من عبور "وحدات حماية الشعب" الكردية غرب نهر الفرات وقالت أن ذلك "خطا أحمر"، لافتين إلى ما أكده نائب رئيس الوزراء التركي والناطق باسم الحكومة "نعمان كورتولموش" أمس الثلاثاء، أنّ تركيا طرحت خطة عسكرية على الولايات المتحدة، بهدف شلّ حركة داعش على طول المناطق الحدودية الواقعة في الشمال السوري بين مدينة "جرابلس" شرقاً، ومدينة "اعزاز" غرباً، إضافة لـ"تطهير مدينة منبج بالتعاون مع قوات المعارضة السورية"، والتوجه بعد ذلك إلى مدينة الرقة بشرط عدم مشاركة "حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD" الكردي في هذه العملية.

قوات سوريا الديمقراطية تتجه إلى منبج

يشار إلى أن معركة السيطرة على مدينة منبج، تأتي بالتزامن مع الحملة العسكرية التي أعلنتها "قوات سوريا الديمقراطية" تحت اسم "حملة تحرير شمال الرقة" في الـ 24 من شهر أيار المنصرم، بدعم من طائرات التحالف الدولي، قبل أن تعلن أول أمس الاثنين، ضم مدينة "الطبقة" جنوبي الرقة، لمحاور حملتها العسكرية ضد داعش، ليتبين أن المعركة الكبرى والوجهة الرئيسية هي مدينة "منبج"، على أن تكون بحسب مراقبين، منطلقاً إلى التقدم في مناطق سيطرة داعش بريف حلب الشمالي.