أخبار الآن | أنطاكيا – تركيا (دعاء ياسين)

مئات بل آلاف من العائلات السورية هاجرت نحو تركيا التي فتحت أبوابها للسوريين على مدار السنوات الخمس الماضية، حيث انتقل قسم منهم نحو المخيمات؛ والبعض الآخر آثر استئجار منزل في إحدى الولايات التركية المتعددة، مما يترتب عليه تأمين مستلزمات المنزل، من فرش وأدوات مطبخ وتلفاز وما إلى هنالك من متطلبات الحياة اليومية، وذلك في حال لم يكن المنزل المستأجر مفروشاً.

مجازر للنظام وروسيا في قرى وأحياء دير الزور .. ومقتل ضباط في اشتباكات مع داعش

ولعل أكبر المشاكل التي يواجهها أرباب تلك العائلات هو تأمين المفروشات، فالبضائع التركية الجديدة قيمتها مرتفعة جداً بالنسبة لجيب اللاجئ السوري والذي قد يبلغ ثمن القطعة منها راتبه الشهري على أقل تقدير، ولذلك لجأ العديد إلى "محلات المفروشات المستعملة" وذلك لانخفاض ثمنها، وجودتها.

في إقليم هاتاي التركي، وتحديداً في مدينة أنطاكية، حيث نزح إليها العديد من العائلات السورية وخصيصاً من الساحل السوري الذين وقفت معهم العديد من العائلات التركية عند بداية نزوحهم، ومن ضمن تلك العوائل، عائلة "أبو أمجد" الذي يقول: "بعد هجوم الأمن والشبيحة على مخيم الرمل الفلسطيني بمدينة اللاذقية في عام 2011، نزحت مع عائلتي نحو تركيا، حيث استأجرنا أحد المنازل بسعر زهيد وذلك بمساعدة أحد الأتراك الذين يتحدثون العربية. يوماً بعد يوم، قدم لنا وجيرانه العديد من المفروشات المنزلية بداية من السرير حتى البراد".

انطلاق معركة "لبيك داريا" في درعا .. ومعركة في "اللجاة" ضد داعش

محلات المفروشات المستعملة وجهة السوري الأولى

ارتفاع أسعار البضائع التركية وخصوصاً المفروشات، وذلك لنسبة الضرائب المرتفعة نوعاً ما، ولارتفاع دخل المواطن التركي مقارنة باللاجئ السوري، كل ذلك يدعو الأخير إلى الهروب فوراً من معارض المفروشات الجديدة عند قراءته لأسعارها، والاتجاه مباشرة نحو المحلات المستعملة.

التقت أخبار الآن مع "أبو حامد" أحد السوريين المقيمين حديثاً في أنطاكية: "مع بداية نزوحي نحو أنطاكية استأجرت أحد المنازل في منطقة "اسنتبا" الشعبية، في البداية قررت شراء مفروشات جديدة لكن ما إن دخلت وسألت عن بعض الأسعار حتى فكرت بالمفروشات المستعملة، وتوجهت نحو أحد المحلات، بضائع خارج وداخل المحل، سألت عن أسعار الغسالات لأفاجأ بأن سعرها أقل من الجديد بثلاث مرات".

ويكمل "أبو حامد": "بالطبع البضائع كانت متوسطة الجودة، وسعرها مناسب للاجئ السوري في تركيا، وفي النهاية فرشت منزلي بداية بالرئيسيات، ثم الثانويات، ذلك أفضل لي ولجيبي، ولاحظت أن عدداً من السوريين مؤخراً عمل في مجال بيع المفروشات المستعملة".

قوات الأسد لاحقته بتهمة علاج "الإرهابيين" فأسس مشفى ميداني

وتجارة أيضا للسوريين

وكحال الأسواق في سوريا، يوجد في تركيا العديد من الأسواق الضخمة لبيع وشراء الأجهزة المنزلية والمفروشات، والتي تكون إما قابلة للاستعمال أو تحتاج للصيانة، وهنا يأتي دور تجار المفروشات المستعملة في الاستفادة منها، وإفادة السوريين أيضاً.

التقينا مع "أبو محمد" أحد التجار السوريين الذين امتهنوا مهنة بيع وشراء الأجهزة والأدوات المنزلية المستعملة، يقول "أبو محمد": "كانت هذه هي مهنتي في سوريا، ومع القصف على مدينة إدلب انتقلت إلى تركيا، وافتتحت محلاً لبيع وشراء الأثاث المنزلي، إلا أن وسّعت مجال عملي لأشتري القطع التي لا تعمل، وأقوم بإصلاحها أنا و بعض العمال لدي، وأغلب الزبائن الذين يبيعونني القطع هم من الأتراك، والبعض الآخر يمنحها للسوريين حديثي العهد في تركيا بالمجان".

ويضيف "أبو محمد": "لم تقتصر التجارة فقط على المفروشات، بل وصلت إلى الأدوات الكهربائية والتلفزيونات وحتى الدراجات، وأهم خطوة قبل الشراء والبيع هي التأكد من مصدرها، كي لا تكون مسروقة، وفي بعض الأحيان أحضر البضائع من أضنة ومرسين، ولكن في الأغلب تكون من ضمن أنطاكية".

لجأ العديد من السوريين إلى تركيا خلال الخمس سنوات الماضية، وكانت إحدى المهن التي ازدهرت في تركيا بعد قدوم السوريين هي بيع وشراء الأدوات المنزلية المستعملة، وذلك لحاجتهم لأدوات لا تكلفهم كثيراً، فقد يكون يوماً ما هو يوم العودة إلى وطنهم سوريا.