انطلقت الحلقة الثالثة من برنامج "كن صحفيًا" الذي يقدمانه الإعلامي يزبك وهبي والطالبة الجامعية بيرلا إبراهيم.
في بداية الحلقة، سألت بيرلا، يزبك، كيف يجب أن يتعاطى المراسل الميداني مع التغطية المكلف بها لناحية نقل الأخبار؟ ردَّ قائلًا: "في هذا المجال، هناك سبعة نصائح يمكن أن تفيد الصحافيين في تغطياتهم للأحداث وتجدّد أسلوبهم وتغيّر أنماط تغطياتهم الإخبارية، والتّخلص من عقدة التكرار الممل:
أولًا - احرص على التّنويع في أدوات الّتغطية الإخبارية المستخدمة، واستفد من الوسائط المتعددة والتكنولوجيا الحديثة.
ثانيًا - لا تكرر سيناريوهاتك من تغطية لأخرى بالصورة نفسها وبالطريقة والمضمون نفسه.
ثالثًا - ابحث عن القّصة وراء كل ضحية أو متضرر أو إنسان له علاقة بموضوع تغطيتك إذا يتسنى لك الأمر، ولا تتعامل مع الضحايا كأرقام مجرّدة لأنَّ هذا الأسلوب يقتل القيمة الحقيقية للحدث.
رابعًا - أنسنة الحدث هي طريقك إلى جعله أقرب إلى إحداث التّأثير في عقول الجمهور وقلوبهم.
خامسًا – يجب أن يكون لديك حرص دائم على تقديم محتوى جيّد جدًا، ففي الإعلام "المحتوى هو الملك".
سادسًا - استخدم منهجية الرّبط والتحليل بين المواقف والتصريحات والأمور التي ترصدها للخروج باستنتاجات جديدة.
سابعًا - الربط بين الأزمنة الخاصة بالحدث، الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا الشيء يفيدك في إثراء محتوى تغطيتك الإخبارية.
وعن سؤال الطالبة بيرلا، كيف يستطيع المراسل الميداني أن يحوّل المضمون الذي يعالجه إلى قصة تشد المتابعين، وكيف يجب أن يختار هذه القصة؟ أجاب وهبي، قائلًا: "هنا أيضًا يمكن الحديث عن سبع نقاط أساسية:
١ - الموضوع: ينبغي أن يكون جيدًا وممتعًا للمتابع وحقيقيًا وله طابع انساني في مكان ما.
٢ - الفكرة: تأتي من حدث ما أو حالة معينة لذا يجب تدوين الملاحظات فوقت الفكرة غير معلوم الحدوث وقد تأتي بشكل مفاجئ، لذلك من المهمّ جدًا كتابتها لضمان عدم فقدانها.
٣ - المقدمة: لها أهمية كبيرة، إذا استطاع المراسل أن يأسر المتابع بها فسيضمن متابعة الموضوع حتى نهاية المطاف.
٤ - التناسق: من المهم جعل الفقرات مرتبطة ببعضها البعض في إطار تناول الموضوع من جميع الجوانب.
٥ - تجنب التكرار: يجب استخدام الكلمات البديلة وتسخير مفردات اللّغة العربية وهي كثيرة.
٦ - الصورة: هي جزء أساسي لا يمكن تخطيه، فالقصة من دون الصورة المناسبة والمعبرة ستكون منقوصة وغير مكتملة.
٧- الخاتمة: تكون خاتمة القصة أجمل في حال استعمال صورة رمزية يمكن من خلالها منح المتابع شيئا جديدًا وممتعًا ونافعًا.
وانطلاقًا من حديث يزبك وهبي عن أهميّة الصوّر، سألته بيرلا إبراهيم عن ماهية الصور أو المشاهد التي يجب ألّا يستعملها المراسل الميداني في تقاريره وتحقيقاته؟ فأجاب قائًلا: "إذا كنتُ أريد أن أتكلم عن الصور أو المشاهد الواجب تجنب عرضها، سوف اختصرها بخمسة:
أولًا - مشاهد العنف بكل صوره من قتل وتعذيب، وحتى العنف اللفظي، وفي حال الاضطرار لعرض مشاهد كهذه لغايات مرتبطة بصلب الموضوع، نذكر هذا الشيء قولًا أو كتابةً على الشاشة.
ثانيًا - اللقطات القريبة للموتى حفاظًا على كرامتهم، وإن لم يكن من بدّ من عرض صور الجثث لتعزيز الخبر أو التقرير، فليكن العرض للحظات معدودة، ومن خلال لقطات متوسطة أو بعيدة، أو باستخدام صور ثابتة للتخفيف من الأثر.
ثالثًا - صور أو مشاهد لأي إنسان في أوضاع تحط من كرامته، إلّا في حال موافقته، مثلًا: "جريح في حادث على الطريق أو شخص أصيب في حريق او مريض بحال حرجة في المستشفى".
رابعًا - صور أو مشاهد لوجوه الأطفال والمراهقين الذين هم تحت الثامنة عشر، من دون موافقة اهلهم. وأحيانًا، وبحسب الحالات والظروف، يجب عدم إظهار وجوه القاصرين حتّى بموافقة أهلهم، لأنَّ هذا الأمر، يشكّل لهم حماية في المستقبل.
خامسًا - صور ذبح الحيوان وهي غير مستحبّة لدى الكثير من الناس، وفي حال لزوم عرضها لغايات إخبارية بحتة، يُفضّل اللّجوء لصور بعيدة أو صور متوسطة بالكاميرا.
وأختارت الطالبة بيرلا إبراهيم سؤال يزبك وهبي التالي: "في التغطية الميدانية، هل يمكن أن يواجه المراسل أموراً خارجة عن السيطرة؟ ردَّ قائلًا: "أهمّ شيء مطلوب من المراسل أن تكون أعصابه باردة باله طويل، وأن يحافظ على هدوئه قدر المستطاع، ومهما حصل معه". ومن أبرز المواقف الخارجة عن السيطرة التي قد يواجهها المراسل، نذكر ما يلي:
- الموقف الأول: التعرض لمضايقات أواعتداء.
- الموقف الثاني: سرقة معداته أو هاتفه الجوال.
- الموقف الثالث: ظهور مفاجئ لأحد الأشخاص من عامة الناس موجود في مكان الحدث.
- الموقف الرابع: تعرّض المراسل لموقف محرج أو مزعج من قبل شخص موجود إلى جانبه.
- الموقف الخامس: حصول أمر طريف أو مضحك قرب المراسل.
خلال الحلقة، قام الإعلامي اللبناني يزبك وهبي بامتحان الطالبة الجامعية بيرلا إبراهيم من خلال تمارين يتعلّق بموضوع الحلقة، فطلب منها تحضير النص الذي أعطاها إياه من أجل تقوم بإعطاء رسالة مباشرة على الهواء كأنّها مرسل حيث سيتخلّل التغطية أمر مزعج، وذلك بهدف أن يشاهد يزبك كيف ستتعاطى بيرلا مع هذا الموقف.
في نهاية الحلقة، استكملت بيرلا إبراهيم القسم الثاني من المسابقة التي بدأت فيها في معرض الحلقة، حيث جرى طرح أسئلة من قبل الطرفين، ففاز يزبك بثلاث أسئلة صحيحة، فيما بيرلا أجابت على سؤالان صحيحان من أصل ثلاثة.